الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

خدموا بروح طوعية في ميانمار

خدموا بروح طوعية في ميانمار

مُنْذُ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَصَادُ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ.‏ فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ».‏ (‏لو ١٠:‏٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ كَلِمَاتِهِ تَنْطَبِقُ ٱلْيَوْمَ عَلَى مِيَانْمَار.‏ فَفِي هٰذَا ٱلْبَلَدِ،‏ يَعِيشُ ٥٥ مِلْيُونَ شَخْصٍ تَقْرِيبًا.‏ أَمَّا عَدَدُ ٱلنَّاشِرِينَ فَيُقَارِبُ ٤٬٢٠٠ نَاشِرٍ فَقَطْ.‏

لٰكِنَّ «سَيِّدَ ٱلْحَصَادِ» يَهْوَهَ حَرَّكَ قُلُوبَ ٱلْمِئَاتِ مِنْ بُلْدَانٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ فَأَتَوْا إِلَى هٰذَا ٱلْبَلَدِ فِي جَنُوبِ شَرْقِ آسِيَا لِيُشَارِكُوا فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ.‏ فَلِمَاذَا قَرَّرُوا أَنْ يَتْرُكُوا بَلَدَهُمْ؟‏ مَاذَا سَاعَدَهُمْ أَنْ يَنْتَقِلُوا؟‏ وَمَا ٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا؟‏

‏«تَعَالَيَا،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى فَاتِحِينَ!‏»‏

مُنْذُ سَنَوَاتٍ،‏ أُصِيبَ فَاتِحٌ فِي ٱلْيَابَانِ ٱسْمُهُ كَازُوهِيرُو بِنَوْبَةِ صَرْعٍ.‏ فَفَقَدَ وَعْيَهُ وَنُقِلَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ مَنَعَهُ ٱلطَّبِيبُ مِنْ قِيَادَةِ ٱلسَّيَّارَةِ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ.‏ فَتَضَايَقَ كَازُوهِيرُو،‏ وَتَسَاءَلَ كَيْفَ يُوَاصِلُ خِدْمَتَهُ ٱلَّتِي يُحِبُّهَا جِدًّا.‏ فَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَفْسَحَ لَهُ ٱلْمَجَالَ لِيَبْقَى فَاتِحًا.‏

مَارِي وَكَازُوهِيرُو

يُخْبِرُ:‏ «بَعْدَ شَهْرٍ،‏ ٱتَّصَلَ بِي صَدِيقٌ يَخْدُمُ فِي مِيَانْمَار لِأَنَّهُ عَرَفَ بِمُشْكِلَتِي.‏ وَقَالَ:‏ ‹اَلْبَاصُ هُوَ وَسِيلَةُ ٱلنَّقْلِ ٱلرَّئِيسِيَّةُ هُنَا.‏ فَإِذَا جِئْتَ،‏ تَقْدِرُ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي ٱلْفَتْحِ دُونَ سَيَّارَةٍ›.‏ فَسَأَلْتُ طَبِيبِي هَلْ تَسْمَحُ لِي صِحَّتِي أَنْ أَنْتَقِلَ إِلَى هُنَاكَ.‏ أَجَابَ:‏ ‹يَزُورُ ٱلْيَابَانَ ٱلْآنَ ٱخْتِصَاصِيٌّ فِي أَمْرَاضِ ٱلدِّمَاغِ مِنْ مِيَانْمَار.‏ سَأُعَرِّفُكَ بِهِ.‏ وَإِذَا تَعَرَّضْتَ لِنَوْبَةٍ أُخْرَى،‏ يَهْتَمُّ هُوَ بِكَ›.‏ تَفَاجَأْتُ كَثِيرًا بِرَدِّهِ.‏ وَٱعْتَبَرْتُهُ جَوَابًا مِنْ يَهْوَهَ عَلَى صَلَوَاتِي».‏

وَعَلَى ٱلْفَوْرِ،‏ أَرْسَلَ كَازُوهِيرُو رِسَالَةً إِلِكْتُرُونِيَّةً إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ فِي مِيَانْمَار.‏ فَعَبَّرَ عَنْ رَغْبَتِهِ هُوَ وَزَوْجَتِهِ مَارِي أَنْ يَخْدُمَا هُنَاكَ فَاتِحَيْنِ.‏ وَبَعْدَ ٥ أَيَّامٍ فَقَطْ،‏ جَاءَ ٱلْجَوَابُ:‏ «تَعَالَيَا،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى فَاتِحِينَ!‏».‏ فَبَاعَا سَيَّارَتَيْهِمَا،‏ حَصَلَا عَلَى تَأْشِيرَةٍ،‏ وَٱشْتَرَيَا تَذْكِرَتَيْ سَفَرٍ.‏ وَٱلْيَوْمَ يَخْدُمَانِ فِي فَرِيقِ لُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ فِي مَنْدَلَاي.‏ يُعَبِّرُ كَازُوهِيرُو عَنْ مَشَاعِرِهِمَا قَائِلًا:‏ «قَوِيَ إِيمَانُنَا بِوَعْدِ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَزْمُور ٣٧:‏٥‏:‏ ‹سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ،‏ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُدَبِّرُ›».‏

يَهْوَهُ يَفْتَحُ ٱلطَّرِيقَ

عَامَ ٢٠١٤،‏ عُقِدَ مَحْفِلٌ سَنَوِيٌّ خُصُوصِيٌّ فِي مِيَانْمَار.‏ وَحَضَرَهُ مَنْدُوبُونَ كَثِيرُونَ،‏ مِنْ بَيْنِهِمْ مُونِيك.‏ وَهِيَ أُخْتٌ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ فِي أَوَاسِطِ ثَلَاثِينِيَّاتِهَا.‏ تَقُولُ:‏ «بَعْدَمَا عُدْتُ،‏ صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَنِي أَنْ أُقَرِّرَ مَاذَا أَفْعَلُ ٱلْآنَ.‏ ثُمَّ تَحَدَّثْتُ مَعَ وَالِدَيَّ عَنْ أَهْدَافِي ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَشَعَرْنَا نَحْنُ ٱلثَّلَاثَةَ أَنَّ عَوْدَتِي إِلَى مِيَانْمَار فِكْرَةٌ جَيِّدَةٌ.‏ لٰكِنَّ أَخْذَ ٱلْقَرَارِ تَطَلَّبَ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ».‏ وَمَا ٱلسَّبَبُ؟‏

لِي وَمُونِيك

تُوضِحُ مُونِيك:‏ «شَجَّعَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ ‹يَحْسُبُوا ٱلنَّفَقَةَ›.‏ فَسَأَلْتُ نَفْسِي:‏ ‹هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَتَحَمَّلَ كُلْفَةَ ٱلِٱنْتِقَالِ؟‏ وَهَلْ يُمْكِنُنِي أَنْ أُعِيلَ نَفْسِي هُنَاكَ دُونَ ٱلْعَمَلِ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً؟‏›.‏ فَأَدْرَكْتُ أَنِّي لَا أَمْلِكُ ٱلْمَالَ ٱلْكَافِيَ».‏ فَمَاذَا فَعَلَتْ؟‏ —‏ لو ١٤:‏٢٨‏.‏

تُخْبِرُ:‏ «ذَاتَ يَوْمٍ،‏ ٱسْتَدْعَتْنِي مُدِيرَتِي.‏ فَخِفْتُ كَثِيرًا لِأَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهَا سَتَطْرُدُنِي.‏ لٰكِنَّهَا شَكَرَتْنِي عَلَى ٱجْتِهَادِي.‏ وَأَعْطَتْنِي عِلَاوَةً غَطَّتْ كُلَّ دُيُونِي».‏

وَهٰكَذَا بَدَأَتْ مُونِيك تَخْدُمُ فِي مِيَانْمَار فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ ٢٠١٤.‏ تَقُولُ:‏ «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا هُنَا.‏ وَأَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ٣ أَشْخَاصٍ،‏ مِنْ بَيْنِهِمِ ٱمْرَأَةٌ عُمْرُهَا ٦٧ عَامًا.‏ وَهِيَ تَسْتَقْبِلُنِي دَائِمًا بِٱبْتِسَامَةٍ وَعِنَاقٍ.‏ وَعِنْدَمَا تَعَلَّمَتْ عَنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ بَكَتْ وَقَالَتْ:‏ ‹هٰذِهِ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَسْمَعُ فِيهَا عَنِ ٱسْمِ ٱللهِ.‏ أَنْتِ أَصْغَرُ مِنِّي بِكَثِيرٍ،‏ لٰكِنَّكِ عَلَّمْتِنِي أَهَمَّ حَقِيقَةٍ›.‏ وَبِٱلطَّبْعِ بَكَيْتُ أَنَا أَيْضًا.‏ فِعْلًا،‏ تُفَرِّحُ ٱخْتِبَارَاتٌ كَهٰذِهِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ».‏ وَقَدْ حَضَرَتْ مُونِيك مُؤَخَّرًا مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏

أَمَّا آخَرُونَ،‏ فَقَدْ شَجَّعَهُمُ ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِشُهُودِ يَهْوَهَ لِعَامِ ٢٠١٣ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْ هٰذَا ٱلْبَلَدِ.‏ إِلَيْكَ مِثَالَ لِي،‏ أُخْتٍ فِي ثَلَاثِينِيَّاتِهَا مِنْ بَلَدٍ آخَرَ فِي جَنُوبِ شَرْقِ آسِيَا.‏ كَانَتْ لِي تَعْمَلُ بِدَوَامٍ كَامِلٍ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا قَرَأَتِ ٱلْكِتَابَ ٱلسَّنَوِيَّ،‏ فَكَّرَتْ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى مِيَانْمَار.‏ تُخْبِرُ:‏ «عَامَ ٢٠١٤،‏ حَضَرْتُ ٱلْمَحْفِلَ ٱلسَّنَوِيَّ ٱلْخُصُوصِيَّ فِي يَانْغُون.‏ وَٱلْتَقَيْتُ زَوْجَيْنِ يَخْدُمَانِ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلصِّينِيِّ فِي مِيَانْمَار.‏ وَبِمَا أَنِّي أَتَكَلَّمُ هٰذِهِ ٱللُّغَةَ،‏ قَرَّرْتُ أَنْ أَدْعَمَ ٱلْفَرِيقَ ٱلصِّينِيَّ هُنَاكَ.‏ فَٱتَّفَقْنَا أَنَا وَمُونِيك أَنْ نَخْدُمَ مَعًا،‏ وَسَكَنَّا فِي مَنْدَلَاي.‏ وَشَعَرْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُنَا.‏ فَقَدْ وَظَّفَتْنَا إِحْدَى ٱلْمَدَارِسِ لِنُعَلِّمَ بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ،‏ حَتَّى إِنَّنَا وَجَدْنَا شِقَّةً قَرِيبَةً مِنْهَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلطَّقْسَ هُنَا حَارٌّ وَٱلْحَيَاةَ لَا تَخْلُو مِنَ ٱلصُّعُوبَاتِ،‏ إِلَّا أَنِّي سَعِيدَةٌ كَثِيرًا بِٱلْخِدْمَةِ.‏ فَٱلنَّاسُ لَا يَمْلِكُونَ ٱلْكَثِيرَ،‏ لٰكِنَّهُمْ مُهَذَّبُونَ وَيَسْمَعُونَ ٱلْبِشَارَةَ.‏ وَأَفْرَحُ عِنْدَمَا أَرَى كَيْفَ يُسْرِعُ يَهْوَهُ بِعَمَلِهِ.‏ أَنَا مُقْتَنِعَةٌ تَمَامًا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ أَخْدُمَ هُنَا فِي مَنْدَلَاي».‏

يَهْوَهُ يَسْتَجِيبُ ٱلصَّلَوَاتِ

لَمَسَ عَدَدٌ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱنْتَقَلُوا إِلَى مِيَانْمَار قُوَّةَ ٱلصَّلَاةِ.‏ خُذْ مَثَلًا جُومْبَاي وَنَاو،‏ زَوْجَيْنِ فِي أَوَاسِطِ ثَلَاثِينِيَّاتِهِمَا كَانَا يَخْدُمَانِ بِلُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ فِي ٱلْيَابَان.‏ فَمَاذَا دَفَعَهُمَا أَنْ يَنْتَقِلَا؟‏ يَقُولُ جُومْبَاي:‏ «لَطَالَمَا أَرَدْنَا أَنْ نَخْدُمَ فِي بَلَدٍ فِيهِ حَاجَةٌ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ.‏ وَقَدِ ٱنْتَقَلَ أَخٌ مِنْ جَمَاعَتِنَا إِلَى مِيَانْمَار قَبْلَنَا.‏ وَمَعَ أَنَّ مُدَّخَرَاتِنَا قَلِيلَةٌ،‏ ٱنْتَقَلْنَا نَحْنُ أَيْضًا فِي أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ٢٠١٠.‏ وَقَدْ رَحَّبَ بِنَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ بِحَرَارَةٍ».‏ وَمَاذَا يَقُولَانِ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ بِلُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ هُنَاكَ؟‏ يُخْبِرُ جُومْبَاي:‏ «اَلنَّاسُ مُهْتَمُّونَ بِرِسَالَتِنَا.‏ وَٱلصُّمُّ يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا بِٱلْفِيدْيُوَاتِ ٱلَّتِي نَعْرِضُهَا عَلَيْهِمْ.‏ نَحْنُ فَرِحَانِ لِأَنَّنَا قَرَّرْنَا أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ هُنَا».‏

جُومْبَاي وَنَاو

وَلٰكِنْ كَيْفَ تَدَبَّرَا أُمُورَهُمَا؟‏ يُخْبِرَانِ:‏ «صَرَفْنَا مُعْظَمَ مُدَّخَرَاتِنَا فِي ٣ سَنَوَاتٍ.‏ وَلَمْ نَعُدْ قَادِرَيْنِ أَنْ نَدْفَعَ ٱلْإِيجَارَ لِلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ فَصَلَّيْنَا كَثِيرًا مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ وَكَمْ تَفَاجَأْنَا عِنْدَمَا طَلَبَ مِنَّا مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ أَنْ نَخْدُمَ مُؤَقَّتًا كَفَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ!‏ لَقَدْ وَثِقْنَا بِيَهْوَهَ،‏ وَرَأَيْنَا أَنَّهُ لَا يَتْرُكُنَا أَبَدًا.‏ فَهُوَ يَهْتَمُّ بِنَا مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّوَاحِي».‏ وَمُؤَخَّرًا،‏ حَضَرَ جُومْبَاي وَنَاو مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏

يَهْوَهُ يُشَجِّعُ كَثِيرِينَ

سِيمُونَاي وَآنَّا زَوْجَانِ آخَرَانِ ٱنْتَقَلَا إِلَى مِيَانْمَار.‏ وَٱلْأَخُ هُوَ مِنْ إِيطَالِيَا وَفِي أَوَاسِطِ أَرْبَعِينِيَّاتِهِ،‏ أَمَّا زَوْجَتُهُ فَمِنِ نْيُوزِيلَنْدَا وَفِي أَوَاخِرِ ثَلَاثِينِيَّاتِهَا.‏ فَمَاذَا دَفَعَهُمَا أَنْ يَتَّخِذَا هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةَ؟‏ تُجِيبُ آنَّا:‏ ‏«اَلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِعَامِ ٢٠١٣»‏‏.‏ وَيُضِيفُ سِيمُونَاي:‏ «اَلْخِدْمَةُ هُنَا ٱمْتِيَازٌ كَبِيرٌ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ بَسِيطَةٌ،‏ أَقْدِرُ أَنْ أَصْرِفَ وَقْتًا أَكْبَرَ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَعِنْدَمَا نَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ،‏ نَلْمُسُ ٱهْتِمَامَ يَهْوَهَ بِنَا بِطَرِيقَةٍ مُمَيَّزَةٍ».‏ (‏مز ١٢١:‏٥‏)‏ تَقُولُ آنَّا:‏ «أَنَا أَعِيشُ أَحْلَى أَيَّامِ حَيَاتِي.‏ لَقَدْ بَسَّطْنَا حَيَاتَنَا،‏ وَٱلْآنَ أُمْضِي وَقْتًا أَكْبَرَ مَعَ زَوْجِي،‏ فَصِرْنَا أَقْرَبَ وَاحِدُنَا إِلَى ٱلْآخَرِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَدَيْنَا أَصْدِقَاءُ جُدُدٌ.‏ وَٱلنَّاسُ هُنَا لَيْسُوا مُتَحَيِّزِينَ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ.‏ كَمَا أَنَّ خِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ رَائِعَةٌ!‏».‏ فَكَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلنَّاسُ مَعَ ٱلْبِشَارَةِ؟‏

آنَّا وَسِيمُونَاي

تُخْبِرُ آنَّا:‏ «ذَاتَ يَوْمٍ،‏ بَشَّرْتُ فِي ٱلسُّوقِ طَالِبَةً جَامِعِيَّةً وَٱتَّفَقْنَا أَنْ نَلْتَقِيَ مُجَدَّدًا.‏ فَجَاءَتْ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلتَّالِيَةِ مَعَ رَفِيقَتِهَا.‏ وَفِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّالِثَةِ وَٱلرَّابِعَةِ،‏ أَحْضَرَتِ ٱلْمَزِيدَ مِنْ رَفِيقَاتِهَا.‏ وَأَنَا ٱلْيَوْمَ أَدْرُسُ مَعَ خَمْسٍ مِنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْفَتَيَاتِ».‏ يُضِيفُ سِيمُونَاي:‏ «اَلنَّاسُ وَدُودُونَ وَيُحِبُّونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا أُمُورًا جَدِيدَةً.‏ وَكَثِيرُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوا عَنْ رِسَالَتِنَا،‏ حَتَّى إِنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَهْتَمَّ بِهِمْ جَمِيعًا».‏

مِيزُوهُو وَسَاتْشِيُو

وَبَعْضُ ٱلنَّاشِرِينَ قَامُوا بِرِحْلَةِ ٱسْتِكْشَافٍ قَبْلَ ٱلِٱنْتِقَالِ.‏ تُخْبِرُ مِيزُوهُو مِنَ ٱلْيَابَان:‏ ‏«أَنَا وَزَوْجِي سَاتْشِيُو أَحْبَبْنَا أَنْ نَنْتَقِلَ لِنَخْدُمَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ،‏ لٰكِنَّنَا لَمْ نَعْرِفْ أَيْنَ نَذْهَبُ.‏ ثُمَّ قَرَأْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلسَّنَوِيَّ لِعَامِ ٢٠١٣.‏ فَتَأَثَّرْنَا كَثِيرًا وَفَكَّرْنَا هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَنْتَقِلَ إِلَى مِيَانْمَار».‏ يَقُولُ سَاتْشِيُو:‏ «قَرَّرْنَا أَنْ نُمْضِيَ أُسْبُوعًا وَاحِدًا فِي ٱلْعَاصِمَةِ يَانْغُون.‏ وَهٰكَذَا ‹نَتَجَسَّسُ ٱلْأَرْضَ›،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ وَقَدْ أَقْنَعَتْنَا هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةُ ٱلْقَصِيرَةُ بِٱلِٱنْتِقَالِ».‏

هَلْ تُلَبِّي ٱلنِّدَاءَ؟‏

جُورْدَان،‏ رُودْنِي،‏ دَانِيكَا،‏ وَجَايْن

رُودْنِي وَجَايْن زَوْجَانِ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا فِي خَمْسِينِيَّاتِهِمَا.‏ وَمُنْذُ عَامِ ٢٠١٠،‏ يَخْدُمَانِ فِي مِيَانْمَار مَعَ ٱبْنِهِمَا جُورْدَان وَٱبْنَتِهِمَا دَانِيكَا.‏ يُخْبِرُ رُودْنِي:‏ «نَتَأَثَّرُ عِنْدَمَا نَرَى ٱلْجُوعَ ٱلرُّوحِيَّ لَدَى ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ.‏ أَنْصَحُ ٱلْعَائِلَاتِ أَنْ يُجَرِّبُوا ٱلْخِدْمَةَ فِي بَلَدٍ مِثْلِ مِيَانْمَار.‏ فَهٰذِهِ ٱلْخُطْوَةُ قَرَّبَتْ عَائِلَتَنَا إِلَى يَهْوَهَ.‏ فَاَلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ مَشْغُولُونَ بِهَوَاتِفِهِمْ وَسَيَّارَاتِهِمْ وَوَظَائِفِهِمْ.‏ أَمَّا وَلَدَانَا فَمَشْغُولَانِ بِنَشَاطَاتٍ رُوحِيَّةٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَيَتَعَلَّمَانِ كَلِمَاتٍ جَدِيدَةً لِلْخِدْمَةِ،‏ وَيَتَمَرَّنَانِ عَلَى أَسَالِيبَ لِمُنَاقَشَةِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَمَا يَسْتَعِدَّانِ لِيُشَارِكَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ».‏

آنَّا وَأُولِيفِر

وَيَقُولُ أَخٌ ٱسْمُهُ أُولِيفِر مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ فِي أَوَاخِرِ ثَلَاثِينِيَّاتِهِ:‏ «صَحِيحٌ أَنِّي تَرَكْتُ ٱلْبِيئَةَ ٱلَّتِي ٱعْتَدْتُ عَلَيْهَا،‏ لٰكِنِّي أَنَالُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً.‏ فَٱلِٱنْتِقَالُ إِلَى بَلَدٍ جَدِيدٍ سَاعَدَنِي أَنْ أَثِقَ بِيَهْوَهَ فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ.‏ وَرَغْمَ أَنِّي أَخْدُمُ مَعَ إِخْوَةٍ لَا أَعْرِفُهُمْ مِنْ قَبْلُ،‏ أَرَى أَنَّ مُعْتَقَدَاتِنَا وَاحِدَةٌ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْوَحْدَةُ لَا يُحَقِّقُهَا إِلَّا مَلَكُوتُ ٱللهِ».‏ وَلَا يَزَالُ أُولِيفِر وَزَوْجَتُهُ آنَّا يَخْدُمَانِ بِغَيْرَةٍ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلصِّينِيِّ فِي مِيَانْمَار.‏

تْرَايْزِل

وَتَخْدُمُ تْرَايْزِل أَيْضًا فِي مِيَانْمَار مُنْذُ عَامِ ٢٠٠٤.‏ وَهِيَ أُخْتٌ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا فِي أَوَائِلِ خَمْسِينِيَّاتِهَا.‏ تَقُولُ:‏ «إِذَا سَمَحَتْ لَكُمْ ظُرُوفُكُمْ،‏ فَلَا تَتَرَدَّدُوا فِي ٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ.‏ لَقَدْ عَرَفْتُ مِنْ تَجْرِبَتِي أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جُهُودَنَا حِينَ نَرْغَبُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ مَا كُنْتُ أَتَخَيَّلُ أَنْ أَعِيشَ حَيَاةً كَهٰذِهِ.‏ أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا وَٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي أَحْصُلُ عَلَيْهَا تَفُوقُ ٱلتَّوَقُّعَاتِ».‏

فِعْلًا،‏ إِنَّ ٱلْفَاتِحِينَ فِي مِيَانْمَار يُنَادُونَ:‏ ‹اُعْبُرُوا إِلَى مِيَانْمَار وَأَعِينُونَا›.‏ وَنَحْنُ نَأْمُلُ أَنْ تُشَجِّعَكُمْ هٰذِهِ ٱلِٱخْتِبَارَاتُ أَنْ تُبَشِّرُوا فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ غَيْرِ ٱلْمَخْدُومَةِ.‏