الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

داوِم على النمو في المحبة الاخوية

داوِم على النمو في المحبة الاخوية

دَاوِمْ عَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ

‏«سِيرُوا فِي ٱلْمَحَبَّةِ،‏ كَمَا أَحَبَّكُمُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا».‏ —‏ اف ٥:‏٢‏.‏

١ أَيُّ صِفَةٍ مُهِمَّةٍ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهَا تُحَدِّدُ هُوِيَّةَ أَتْبَاعِهِ؟‏

إِنَّ ٱلْكِرَازَةَ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللهِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ هِيَ عَلَامَةٌ فَارِقَةٌ تُمَيِّزُ شُهُودَ يَهْوَه.‏ لكِنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱخْتَارَ وَجْهًا آخَرَ مِنْ أَوْجُهِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَجَعَلَهُ ٱلسِّمَةَ ٱلَّتِي تُحَدِّدُ هُوِيَّةَ تَلَامِيذِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،‏ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ —‏ يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

٢،‏ ٣ مَا تَأْثِيرُ مَحَبَّتِنَا ٱلْأَخَوِيَّةِ فِي ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ؟‏

٢ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلسَّائِدَةُ فِي مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْحَقِيقِيِّ لَا مَثِيلَ لَهَا بَيْنَ ٱلْبَشَرِ.‏ فَكَمَا يَجْذِبُ ٱلْمِغْنَطِيسُ ٱلْحَدِيدَ،‏ كَذلِكَ تَجْمَعُ ٱلْمَحَبَّةُ خُدَّامَ يَهْوَه وَتُوَحِّدُهُمْ وَتَجْذِبُ ٱلْمُخْلِصِينَ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ مارسيلينو،‏ رَجُلٌ فِي الكاميرون خَسِرَ بَصَرَهُ بِحَادِثِ عَمَلٍ.‏ فَعَلَى أَثَرِ ذلِكَ،‏ سَرَتْ شَائِعَةٌ تَقُولُ إِنَّهُ عَمِيَ نَتِيجَةَ تَعَاطِيهِ ٱلسِّحْرَ.‏ وَبَدَلَ تَعْزِيَتِهِ،‏ طَرَدَهُ ٱلْقِسِّيسُ وَبَاقِي أَعْضَاءِ كَنِيسَتِهِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ ثُمَّ دَعَاهُ أَحَدُ شُهُودِ يَهْوَه إِلَى حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ،‏ فَتَرَدَّدَ فِي تَلْبِيَةِ ٱلدَّعْوَةِ لِأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلنَّبْذِ مَرَّةً أُخْرَى.‏

٣ لكِنَّ مارسيلينو فُوجِئَ بِمَا حَدَثَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَقَدْ رَحَّبَ بِهِ أَفْرَادُ ٱلْجَمَاعَةِ بِحَرَارَةٍ،‏ كَمَا تَعَزَّى بِتَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي سَمِعَهَا.‏ فَبَدَأَ يَحْضُرُ كُلَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَأَحْرَزَ تَقَدُّمًا فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱعْتَمَدَ عَامَ ٢٠٠٦.‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يَكْرِزُ بِٱلْحَقِّ لِعَائِلَتِهِ وَجِيرَانِهِ،‏ وَلَدَيْهِ عِدَّةُ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَرَغْبَةُ مارسيلينو هِيَ أَنْ يَشْعُرَ ٱلْأَفْرَادُ ٱلَّذِينَ يُدَرِّسُهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱلْمَحَبَّةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي شَعَرَ بِهَا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ.‏

٤ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ حَضِّ بُولُسَ عَلَى ‹ٱلسَّيْرِ فِي ٱلْمَحَبَّةِ›؟‏

٤ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَخَوِيَّةَ ٱلْجَذَّابَةَ لَيْسَتْ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ،‏ بَلْ تَسْتَلْزِمُ جُهْدًا وَاعِيًا مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لِلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا.‏ إِنَّهَا مِثْلُ نَارِ مُخَيَّمٍ تَشْتَعِلُ لَيْلًا وَتَشُدُّ ٱلسَّاهِرِينَ بِوَهْجِهَا وَنُورِهَا ٱلْخَافِقِ.‏ فَهذِهِ ٱلنَّارُ تَنْطَفِئُ مَا لَمْ يُوَاصِلِ ٱلْمُلْتَفُّونَ حَوْلَهَا إِضْرَامَهَا بِٱلْحَطَبِ.‏ كَذلِكَ رِبَاطُ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلرَّائِعُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَضْعُفُ مَا لَمْ نَعْمَلْ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِفْرَادِيًّا عَلَى تَوْطِيدِهِ.‏ وَمَاذَا يَسْتَلْزِمُ ذلِكَ؟‏ يُجِيبُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «سِيرُوا فِي ٱلْمَحَبَّةِ،‏ كَمَا أَحَبَّكُمُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِكُمْ قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلهِ،‏ رَائِحَةً طَيِّبَةً».‏ (‏اف ٥:‏٢‏)‏ وَٱلسُّؤَالُ ٱلَّذِي نُرِيدُ مُنَاقَشَتَهُ هُوَ:‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا ٱلسَّيْرُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

‏«كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُتَّسِعِينَ»‏

٥،‏ ٦ لِمَاذَا حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَنْ ‹يَتَّسِعُوا›؟‏

٥ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ ٱلْقَدِيمَةِ:‏ «فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلْكُورِنْثِيُّونَ،‏ وَقَلْبُنَا مُتَّسِعٌ.‏ نَحْنُ لَا نَضِيقُ بِكُمْ،‏ إِنَّمَا أَنْتُمْ مُتَضَيِّقُونَ فِي حَنَانِكُمْ.‏ لِذٰلِكَ بَادِلُونَا بِٱلْمِثْلِ —‏ أُخَاطِبُكُمْ كَمَا لَوْ أَنَّكُمْ أَوْلَادِي —‏ وَكُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُتَّسِعِينَ».‏ (‏٢ كو ٦:‏١١-‏١٣‏)‏ وَلِمَاذَا حَثَّ بُولُسُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَنْ يَتَّسِعُوا فِي مَحَبَّتِهِمْ؟‏

٦ تَأَمَّلْ فِي نَشْأَةِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي كُورِنْثُوسَ.‏ جَاءَ بُولُسُ إِلَى هذِهِ ٱلْمَدِينَةِ فِي خَرِيفِ سَنَةِ ٥٠ ب‌م.‏ وَقَدْ وَاجَهَ بَعْضَ ٱلْمَصَاعِبِ عِنْدَمَا بَدَأَ بِٱلْكِرَازَةِ هُنَاكَ،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ.‏ وَلَمْ تَمْضِ مُدَّةٌ طَوِيلَةٌ حَتَّى آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ فَبَقِيَ هُنَاكَ «سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ» يُنْفِقُ نَفْسَهُ فِي تَعْلِيمِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْجَدِيدَةِ وَتَشْدِيدِهَا.‏ وَهذَا دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْعَمِيقَةِ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا لَهُمْ.‏ (‏اع ١٨:‏٥،‏ ٦،‏ ٩-‏١١‏)‏ لِذلِكَ كَانَ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِمُبَادَلَتِهِ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ.‏ لكِنَّ ٱلْبَعْضَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱبْتَعَدُوا عَنْهُ.‏ فَرُبَّمَا ٱمْتَعَضَ عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنْهُمْ مِنْ مَشُورَتِهِ ٱلصَّرِيحَةِ.‏ (‏١ كو ٥:‏١-‏٥؛‏ ٦:‏١-‏١٠‏)‏ وَرُبَّمَا أَصْغَى آخَرُونَ إِلَى ٱفْتِرَاءَاتِ «فَائِقِي ٱلرُّسُلِ».‏ (‏٢ كو ١١:‏٥،‏ ٦‏)‏ لكِنَّ بُولُسَ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّهُ جَمِيعُ إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ مَحَبَّةً أَصِيلَةً.‏ لِذلِكَ نَاشَدَهُمْ أَنْ ‹يَتَّسِعُوا› بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَإِلَى سَائِرِ إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْإِيمَانِ.‏

٧ كَيْفَ ‹نَتَّسِعُ› فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ؟‏

٧ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟‏ كَيْفَ ‹نَتَّسِعُ› فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ؟‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَشْعُرَ بِجَاذِبٍ إِلَى ٱلَّذِينَ مِنْ جِيلِنَا أَوْ مِنَ ٱلْخَلْفِيَّةِ ٱلْعِرْقِيَّةِ نَفْسِهَا.‏ كَمَا أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْأَذْوَاقِ ٱلْمُتَنَاغِمَةِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ يَقْضُونَ فِي ٱلْغَالِبِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ مَعًا.‏ وَلكِنْ،‏ إِذَا كَانَتِ ٱلْقَوَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تُبْعِدُنَا عَنْ غَيْرِهِمْ،‏ يَلْزَمُ حِينَئِذٍ أَنْ ‹نَتَّسِعَ›.‏ فَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ تَنْدُرُ مُشَارَكَتِي فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ أَصْدِقَائِي ٱلْأَحِمَّاءِ؟‏ هَلْ أَحُدُّ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ عَلَاقَتِي بِٱلْجُدُدِ لِأَنِّي أَعْتَبِرُ أَنَّ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا أَنْ يَسْتَحِقُّوا صَدَاقَتِي؟‏ وَهَلْ أُسَلِّمُ عَلَى ٱلْكِبَارِ وَٱلصِّغَارِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟‏›.‏

٨،‏ ٩ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَشُورَةُ بُولُسَ فِي روما ١٥:‏٧ عَلَى زِيَادَةِ مَحَبَّتِنَا ٱلْأَخَوِيَّةِ؟‏

٨ وَفِي مَسْأَلَةِ إِلْقَاءِ ٱلسَّلَامِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ،‏ تُسَاعِدُنَا كَلِمَاتُ بُولُسَ ٱلْمُوَجَّهَةُ إِلَى أَهْلِ رُومَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلنَّظْرَةِ ٱللَّائِقَةِ إِلَى رُفَقَائِنَا ٱلْعُبَّادِ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ١٥:‏٧‏.‏‏)‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ إِلَى «رَحِّبُوا» تَعْنِي:‏ «اِسْتَقْبَلَ ٱسْتِقْبَالًا وُدِّيًّا أَوْ بِحَفَاوَةٍ،‏ قَبِلَ بَيْنَ رِفْقَتِهِ وَأَصْدِقَائِهِ».‏ فَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ كَانَ ٱلْمُضِيفُ ٱلْكَرِيمُ إِذَا ٱسْتَقْبَلَ أَصْدِقَاءَهُ فِي بَيْتِهِ يُشْعِرُهُمْ بِمَدَى سُرُورِهِ بِرُؤْيَتِهِمْ.‏ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يُرَحِّبُ بِنَا ٱلْمَسِيحُ مَجَازِيًّا فِي جَمَاعَتِهِ،‏ وَبُولُسُ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ فِي ٱلتَّرْحِيبِ بِرُفَقَائِنَا فِي ٱلْإِيمَانِ.‏

٩ وَعِنْدَ إِلْقَاءِ ٱلتَّحِيَّةِ عَلَى إِخْوَتِنَا فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ ٱلْأَمَاكِنِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَخُصَّ ٱلَّذِينَ لَمْ نَرَهُمْ أَوْ نَتَحَدَّثْ إِلَيْهِمْ مُؤَخَّرًا.‏ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقْضِيَ بِضْعَ دَقَائِقَ فِي مُحَادَثَتِهِمْ؟‏ وَفِي ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلتَّالِي،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُكَرِّرَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ مَعَ غَيْرِهِمْ.‏ وَعَلَى هذَا ٱلْمِنْوَالِ،‏ لَنْ تَمْضِيَ مُدَّةٌ طَوِيلَةٌ حَتَّى نَكُونَ قَدْ شَمَلْنَا مُعْظَمَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا بِمُحَادَثَاتٍ بَنَّاءَةٍ.‏ وَلَا دَاعِيَ إِلَى ٱلْقَلَقِ إِذَا لَمْ نَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلْجَمِيعِ فَرْدًا فَرْدًا فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ.‏ وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَاءَ أَحَدٌ إِذَا لَمْ نَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ فِي كُلِّ ٱجْتِمَاعٍ.‏

١٠ أَيُّ فُرْصَةٍ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ مُتَاحَةٌ لِكُلِّ فَرْدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَكَيْفَ نَسْتَغِلُّهَا كَامِلًا؟‏

١٠ إِنَّ إِلْقَاءَ ٱلتَّحِيَّةِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ هُوَ أَوَّلُ خُطْوَةٍ لِلتَّرْحِيبِ بِهِمْ،‏ أَيْ قُبُولِهِمْ بَيْنَنَا.‏ وَهذِهِ ٱلْخُطْوَةُ تُؤَدِّي إِلَى مُحَادَثَاتٍ سَارَّةٍ وَصَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ عِنْدَمَا يَتَعَارَفُ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَيَتَحَادَثُونَ مَعًا،‏ يَتَشَوَّقُونَ إِلَى ٱلتَّلَاقِي مَرَّةً ثَانِيَةً.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ لِبِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَعُمَّالَ ٱلْإِغَاثَةِ غَالِبًا مَا تَتَوَطَّدُ بَيْنَهُمْ أَوَاصِرُ ٱلصَّدَاقَةِ بَعْدَ أَنْ يَرَوْا أَثْنَاءَ عَمَلِهِمْ مَعًا ٱلصِّفَاتِ ٱلْحَسَنَةَ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا كُلٌّ مِنْهُمْ.‏ وَمَا أَكْثَرَ ٱلْفُرَصَ ٱلْمُتَاحَةَ لَنَا ضِمْنَ هَيْئَةِ يَهْوَه لِبِنَاءِ صَدَاقَاتٍ مَتِينَةٍ!‏ فَإِذَا كُنَّا «مُتَّسِعِينَ»،‏ يَزْدَادُ أَصْدِقَاؤُنَا وَتَقْوَى ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تُوَحِّدُنَا فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏

كُنْ شَخْصًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ

١١ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ كَمَا هُوَ وَاضِحٌ فِي مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏؟‏

١١ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَجْتَهِدَ لِيَكُونَ شَخْصًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ،‏ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ.‏ تَأَمَّلْ كَيْفَ تَجَاوَبَ يَسُوعُ عِنْدَمَا حَاوَلَ تَلَامِيذُهُ أَنْ يَمْنَعُوا ٱلْوَالِدِينَ مِنْ إِحْضَارِ أَوْلَادِهِمْ إِلَيْهِ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ.‏ لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ،‏ لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ ثُمَّ «ضَمَّ ٱلْأَوْلَادَ بِذِرَاعَيْهِ،‏ وَبَارَكَهُمْ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ».‏ (‏مر ١٠:‏١٣-‏١٦‏)‏ فَكَمِ ٱبْتَهَجَ هؤُلَاءِ ٱلصِّغَارُ حَتْمًا بِٱهْتِمَامِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ بِهِمْ!‏

١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُصَعِّبَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَيْنَا؟‏

١٢ لِذلِكَ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيَّ،‏ أَمْ إِنَّنِي غَالِبًا مَا أُعْطِي ٱلْآخَرِينَ ٱنْطِبَاعًا أَنَّنِي أَكْثَرُ ٱنْشِغَالًا مِنْ أَنْ أُكَلِّمَهُمْ؟‏›.‏ إِنَّ بَعْضَ ٱلْعَادَاتِ ٱلَّتِي لَا تُعَدُّ خَطَأً بِحَدِّ ذَاتِهَا يُمْكِنُ أَحْيَانًا أَنْ تُعِيقَ ٱلْمُحَادَثَةَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِذَا كُنَّا تَكْرَارًا نَسْتَعْمِلُ ٱلْهَوَاتِفَ ٱلْخَلَوِيَّةَ أَوْ سَمَّاعَاتِ ٱلْأُذُنِ لِلِٱسْتِمَاعِ إِلَى تَسْجِيلَاتٍ بِحُضُورِ ٱلْآخَرِينَ،‏ فَقَدْ نُعْطِيهِمِ ٱنْطِبَاعًا أَنَّنَا لَا نُحِبُّ رِفْقَتَهُمْ.‏ أَوْ إِذَا كَانُوا يَرَوْنَنَا فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ غَارِقِينَ فِي جِهَازٍ إِلِكْتْرُونِيٍّ يُحْمَلُ بِٱلْيَدِ،‏ فَرُبَّمَا يَسْتَنْتِجُونَ أَنَّ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَيْهِمْ لَا يَهُمُّنَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ:‏ «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ»،‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا نَكُونُ بِحَضْرَةِ ٱلنَّاسِ،‏ غَالِبًا مَا يَكُونُ ٱلْوَقْتُ آنَذَاكَ «لِلتَّكَلُّمِ».‏ (‏جا ٣:‏٧‏)‏ وَرُبَّ قَائِلٍ يَقُولُ:‏ «أَنَا لَسْتُ ٱجْتِمَاعِيًّا»،‏ أَوْ:‏ «لَا أُحِبُّ ٱلْكَلَامَ فِي ٱلصَّبَاحِ».‏ لكِنَّ ٱسْتِعْدَادَنَا لِإِجْرَاءِ حَدِيثٍ وُدِّيٍّ،‏ وَإِنْ كُنَّا لَا نَشْعُرُ بِمَيْلٍ إِلَى ذلِكَ،‏ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي «لَا تَطْلُبُ مَصْلَحَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ».‏ —‏ ١ كو ١٣:‏٥‏.‏

١٣ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ شَجَّعَ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِ؟‏

١٣ شَجَّعَ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ ٱلشَّابَّ عَلَى ٱحْتِرَامِ جَمِيعِ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا كَأَنَّهُمْ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا،‏ وَٱلْأَصْغَرَ سِنًّا كَأَنَّهُمْ إِخْوَتُنَا مِنْ لَحْمِنَا وَدَمِنَا.‏ فَهذَا ٱلْمَوْقِفُ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْأَحِبَّاءِ يَشْعُرُ بِأَنَّهُ غَرِيبٌ فِي حُضُورِنَا.‏

١٤ كَيْفَ تُفِيدُكُمُ ٱلْمُحَادَثَاتُ ٱلْبَنَّاءَةُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٤ إِنَّ إِشْرَاكَنَا ٱلْآخَرِينَ فِي مُحَادَثَاتٍ بَنَّاءَةٍ يُسَاهِمُ فِي تَعْزِيزِ خَيْرِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْعَاطِفِيِّ.‏ فَثَمَّةَ أَخٌ يَخْدُمُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ لَدَيْهِ ذِكْرَيَاتٌ عَزِيزَةٌ عَلَى قَلْبِهِ عَنْ عَدَدٍ مِنْ خُدَّامِ بَيْتَ إِيلَ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا ٱلَّذِينَ خَصَّصُوا ٱلْوَقْتَ دَائِمًا لِلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِ أَوَّلَ ٱنْضِمَامِهِ إِلَى عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ.‏ فَكَلِمَاتُهُمُ ٱلْمُشَجِّعَةُ جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ أَنَّهُ حَقًّا جُزْءٌ مِنَ ٱلْعَائِلَةِ.‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يُحَاوِلُ ٱلتَّمَثُّلَ بِهِمْ بِمُحَادَثَةِ أَفْرَادِ عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ ٱلْآخَرِينَ.‏

اَلتَّوَاضُعُ يُسَاعِدُنَا عَلَى صُنْعِ ٱلسَّلَامِ

١٥ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّنَا لَسْنَا بِمَنْأًى عَنِ ٱلْخِلَافَاتِ؟‏

١٥ كَانَتْ هُنَاكَ عَلَى مَا يَبْدُو مُشْكِلَةٌ عَالِقَةٌ بَيْنَ أُخْتَيْنِ مَسِيحِيَّتَيْنِ فِي فِيلِبِّي ٱلْقَدِيمَةِ تُدْعَيَانِ أَفُودِيَةَ وَسِنْتِيخِيَ.‏ (‏في ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ كَمَا نَشَأَ بَيْنَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا جِدَالٌ حَامٍ أَصْبَحَ أَمْرُهُ مَعْرُوفًا بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ،‏ وَأَدَّى إِلَى ٱنْفِصَالِهِمَا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ (‏اع ١٥:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ وَتُظْهِرُ هَاتَانِ ٱلْحَادِثَتَانِ أَنَّ ٱلْعُبَّادَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَيْسُوا بِمَنْأًى عَنِ ٱلْخِلَافَاتِ.‏ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَه يُهَيِّئُ لَنَا ٱلْعَوْنَ عَلَى حَلِّهَا وَرَدِّ ٱلْمِيَاهِ إِلَى مَجَارِيهَا.‏ لكِنَّهُ يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَمْرًا.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلتَّوَاضُعِ فِي حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱقْتِرَابُ يَعْقُوبَ مِنْ أَخِيهِ عِيسُو قِيمَةَ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏

١٦ تَخَيَّلْ أَنَّكَ ذَاهِبٌ مَعَ صَدِيقٍ فِي رِحْلَةٍ بِٱلسَّيَّارَةِ.‏ فَأَنْتَ لَا تَسْتَطِيعُ ٱلِٱنْطِلَاقَ مَا لَمْ تُدْخِلْ أَوَّلًا ٱلْمِفْتَاحَ فِي مَكَانِهِ لِإِدَارَةِ ٱلْمُحَرِّكِ.‏ كَذلِكَ أَيْضًا عَمَلِيَّةُ حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ لَا تَنْطَلِقُ دُونَ مِفْتَاحٍ،‏ وَهذَا ٱلْمِفْتَاحُ هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ.‏ (‏اِقْرَأْ يعقوب ٤:‏١٠‏.‏‏)‏ فَٱلتَّوَاضُعُ يُسَاعِدُ طَرَفَيِ ٱلنِّزَاعِ عَلَى ٱلْبَدْءِ بِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ كَمَا يُظْهِرُ ٱلْمِثَالُ ٱلتَّالِي ٱلْمَأْخُوذُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

١٧ كَانَتْ قَدْ مَرَّتْ عِشْرُونَ سَنَةً مُنْذُ حَقَدَ عِيسُو عَلَى أَخِيهِ ٱلتَّوْأَمِ،‏ يَعْقُوبَ،‏ وَأَرَادَ قَتْلَهُ لِأَنَّهُ أَخَذَ مِنْهُ ٱلْبَكُورِيَّةَ.‏ وَكَانَ ٱلتَّوْأَمَانِ سَيَلْتَقِيَانِ مُجَدَّدًا بَعْدَ كُلِّ هذِهِ ٱلْمُدَّةِ.‏ «فَخَافَ يَعْقُوبُ جِدًّا وَٱكْتَنَفَهُ ٱلْهَمُّ» إِذْ رَأَى أَنَّ هُنَاكَ إِمْكَانِيَّةً كَبِيرَةً أَنْ يُهَاجِمَهُ عِيسُو.‏ غَيْرَ أَنَّهُ فَعَلَ فِي ذلِكَ ٱللِّقَاءِ أَمْرًا لَمْ يَتَوَقَّعْهُ عِيسُو.‏ فَقَدْ «سَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ» وَهُوَ يَقْتَرِبُ مِنْ أَخِيهِ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ «رَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ،‏ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ،‏ وَبَكَيَا».‏ وَهكَذَا تَفَادَى يَعْقُوبُ ٱلْمُوَاجَهَةَ مَعَ عِيسُو وَأَطْفَأَ بِتَوَاضُعِهِ أَيَّ حِقْدٍ أَضْمَرَهُ لَهُ أَخُوهُ.‏ —‏ تك ٢٧:‏٤١؛‏ ٣٢:‏٣-‏٨؛‏ ٣٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي تَطْبِيقِ نَصَائِحِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عِنْدَ نُشُوءِ خِلَافَاتٍ شَخْصِيَّةٍ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَنْبَغِي أَلَّا نَسْتَسْلِمَ إِذَا لَمْ يَتَجَاوَبِ ٱلْمُسِيءُ عَلَى ٱلْفَوْرِ؟‏

١٨ يَحْتَوِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى نَصَائِحَ قَيِّمَةٍ تُسَاعِدُ عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ.‏ (‏مت ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧؛‏ اف ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ * لكِنَّ ٱلْمُصَالَحَةَ صَعْبَةٌ مَا لَمْ نَتَوَاضَعْ وَنُطَبِّقْ هذِهِ ٱلنَّصَائِحَ.‏ فَعَمَلِيَّةُ ٱلْحَلِّ لَا تَبْدَأُ إِذَا ٱنْتَظَرْنَا أَنْ يُعْرِبَ ٱلطَّرَفُ ٱلْآخَرُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ وَٱلْمِفْتَاحُ بِيَدِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏

١٩ أَمَّا إِذَا بَدَا لَنَا أَنَّ جُهُودَنَا لِلْمُصَالَحَةِ لَمْ تُثْمِرْ لِسَبَبٍ مَا،‏ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَسْلِمَ.‏ فَرُبَّمَا يَحْتَاجُ ٱلطَّرَفُ ٱلْمُسِيءُ إِلَى ٱلْوَقْتِ لِيُشَاوِرَ نَفْسَهُ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ يُوسُفَ بَعْدَمَا غَدَرَ بِهِ إِخْوَتُهُ.‏ فَقَدْ مَرَّ زَمَنٌ طَوِيلٌ قَبْلَمَا رَأَوْهُ ثَانِيَةً،‏ وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ كَبِيرَ وُزَرَاءِ مِصْرَ.‏ لكِنَّهُمْ لَمْ يُغَيِّرُوا مَوْقِفَهُمُ ٱلْقَلْبِيَّ وَيَطْلُبُوا ٱلْغُفْرَانَ إِلَّا لَاحِقًا،‏ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِمْ.‏ وَقَدْ عَفَا عَنْهُمْ يُوسُفُ،‏ وَأَصْبَحَ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ أُمَّةً شُرِّفَتْ بِحَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَه.‏ (‏تك ٥٠:‏١٥-‏٢١‏)‏ وَعِنْدَمَا نَسْعَى إِلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا،‏ نُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ وَفَرَحِ ٱلْجَمَاعَةِ كُلِّهَا.‏ —‏ اِقْرَأْ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏

لِنُحِبَّ «بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ»‏

٢٠،‏ ٢١ أَيُّ دَرْسٍ نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ غَسْلِ يَسُوعَ أَقْدَامَ رُسُلِهِ؟‏

٢٠ قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ قُبَيْلَ مَوْتِهِ:‏ «إِنِّي وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا،‏ حَتَّى كَمَا فَعَلْتُ لَكُمْ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٣:‏١٥‏)‏ وَكَانَ قَدْ غَسَلَ لِتَوِّهِ أَقْدَامَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ لكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذلِكَ بِحُكْمِ ٱلْعَادَةِ أَوْ بِدَافِعِ ٱللُّطْفِ فَقَطْ.‏ فَقَبْلَ أَنْ يَذْكُرَ يُوحَنَّا هذِهِ ٱلْحَادِثَةَ،‏ كَتَبَ أَنَّ يَسُوعَ «أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ [وَقَدْ] بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى».‏ (‏يو ١٣:‏١‏)‏ فَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ مَا دَفَعَهُ إِلَى تَأْدِيَةِ هذِهِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا ٱلْعَبِيدُ عَادَةً.‏ وَكَانَ عَلَى ٱلرُّسُلِ بِدَوْرِهِمْ أَنْ يَخْدُمُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِتَوَاضُعٍ وَمَحَبَّةٍ.‏ أَجَلْ،‏ يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ ٱلْأَصِيلَةُ إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِجَمِيعِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏

٢١ لَقَدْ فَهِمَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ،‏ ٱلَّذِي غَسَلَ ٱبْنُ ٱللهِ قَدَمَيْهِ،‏ مَغْزَى مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ.‏ كَتَبَ:‏ «لَقَدْ نَقَّيْتُمْ نُفُوسَكُمْ بِإِطَاعَةِ ٱلْحَقِّ فَصِرْتُمْ ذَوِي مَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ عَدِيمَةِ ٱلرِّيَاءِ،‏ لِذٰلِكَ أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ».‏ (‏١ بط ١:‏٢٢‏)‏ كَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا،‏ ٱلَّذِي غَسَلَ ٱلرَّبُّ قَدَمَيْهِ هُوَ أَيْضًا:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ ٱلْأَعِزَّاءُ،‏ فَلْنُحِبَّ لَا بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ،‏ بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ».‏ (‏١ يو ٣:‏١٨‏)‏ فَلْتَدْفَعْنَا قُلُوبُنَا إِلَى تَأْكِيدِ مَحَبَّتِنَا ٱلْأَخَوِيَّةِ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 18‏ اُنْظُرْ كِتَابَ شَعْبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَه،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٤٤-‏١٥٠‏.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• كَيْفَ ‹نَتَّسِعُ› فِي مَحَبَّتِنَا بَعْضِنَا لِبَعْضٍ؟‏

‏• كَيْفَ نُسَهِّلُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَيْنَا؟‏

‏• أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي صُنْعِ ٱلسَّلَامِ؟‏

‏• مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِإِخْوَانِنَا فِي ٱلْإِيمَانِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

رَحِّبْ بِحَرَارَةٍ بِرُفَقَائِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

لَا تُفَوِّتْ عَلَيْكَ فُرَصَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ