الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ثق بيهوه في كل الظروف

ثق بيهوه في كل الظروف

‏«تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ كُلَّ حِينٍ».‏ —‏ مز ٦٢:‏٨‏.‏

١-‏٣ مَا ٱلَّذِي قَوَّى ثِقَةَ بُولُسَ بِيَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي رُومَا ٱلْقَدِيمَةِ عَدَاوَةً شَرِسَةً هَدَّدَتْ حَيَاتَهُمْ.‏ فَبَعْدَمَا أُحْرِقَتِ ٱلْمَدِينَةُ عَامَ ٦٤  ب‌م،‏ وُجِّهَتْ إِلَيْهِمْ أَصَابِعُ ٱلِٱتِّهَامِ.‏ وَرَاحَ ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلرُّومَانُ يَتَجَنَّوْنَ عَلَيْهِمْ مُدَّعِينَ أَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ رَفِيقَهُمُ ٱلْإِنْسَانَ.‏ وَلَوْ كُنْتَ مَسِيحِيًّا آنَذَاكَ لَكَانَ ٱلِٱعْتِقَالُ وَٱلتَّعْذِيبُ خُبْزَكَ ٱلْيَوْمِيَّ.‏ وَلَعَلَّ عَدَدًا مِنْ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ مَزَّقَتْهُمُ ٱلْحَيَوَانَاتُ إِرْبًا إِرْبًا أَوْ سُمِّرُوا إِلَى خَشَبَةٍ وَأُحْرِقُوا أَحْيَاءً لِيُنِيرُوا لَيْلَ ٱلْمَدِينَةِ.‏

٢ فِي هٰذَا ٱلْجَوِّ ٱلْمَشْحُونِ بِٱلْكَرَاهِيَةِ،‏ سُجِنَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي رُومَا.‏ فَهَلْ كَانَ بَاقِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَيَمُدُّونَ لَهُ يَدَ ٱلْعَوْنِ؟‏ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى،‏ رُبَّمَا سَاوَرَهُ ٱلْقَلَقُ بِهٰذَا ٱلْخُصُوصِ إِذْ كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ:‏ «فِي دِفَاعِي ٱلْأَوَّلِ لَمْ يَكُنْ إِلَى جَانِبِي أَحَدٌ،‏ بَلِ ٱلْجَمِيعُ تَخَلَّوْا عَنِّي».‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّهُ لَمْ يُتْرَكْ دُونَ أَيَّةِ مُسَاعَدَةٍ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ:‏ «لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ وَقَفَ بِقُرْبِي وَقَوَّانِي».‏ فَيَسُوعُ زَوَّدَهُ بِٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا.‏ وَمَاذَا كَانَتْ نَتِيجَةُ هٰذَا ٱلدَّعْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟‏ تَابَعَ قَائِلًا:‏ «قَدْ أُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ ٱلْأَسَدِ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏١٦،‏ ١٧‏.‏ *

٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱسْتِرْجَاعَ هٰذِهِ ٱلذِّكْرَيَاتِ قَوَّى بُولُسَ وَغَرَسَ فِيهِ ٱلثِّقَةَ بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيَمُدُّهُ بِٱلْقُوَّةِ لِيَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ وَكَذٰلِكَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَٱنْدَفَعَ فَوْرًا إِلَى ٱلْقَوْلِ:‏ «سَيُنْقِذُنِي ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ شِرِّيرٍ».‏ (‏٢ تي ٤:‏١٨‏)‏ نَعَمْ،‏ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّهُ سَيَنَالُ حَتْمًا ٱلدَّعْمَ مِنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ حِينَ يَعْجَزُ ٱلْبَشَرُ عَنْ مُسَاعَدَتِهِ.‏

فُرَصٌ ‹لِلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ›‏

٤،‏ ٥ ‏(‏أ)‏ مَنْ فِي وِسْعِهِ أَنْ يُقَدِّمَ لَكَ دَائِمًا ٱلدَّعْمَ ٱلَّذِي تَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُقَوِّي عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ؟‏

٤ هَلْ تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّكَ وَحِيدٌ أَمَامَ ظَرْفٍ صَعْبٍ؟‏ رُبَّمَا قِلَّةِ ٱلْوَظَائِفِ،‏ ضُغُوطَاتٍ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ مُشْكِلَةٍ صِحِّيَّةٍ،‏ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ.‏ وَلَعَلَّكَ طَلَبْتَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ،‏ فَخَيَّبُوا أَمَلَكَ وَقَصَّرُوا فِي مَنْحِكَ ٱلدَّعْمَ ٱلَّذِي تَحْتَاجُهُ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ بَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ لَا حَلَّ لَهَا بِيَدِ ٱلْبَشَرِ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ،‏ هَلْ نَصِيحَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ» عَدِيمَةُ ٱلْجَدْوَى؟‏ (‏ام ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ هَلْ هِيَ مُجَرَّدُ كَلَامٍ فِي ٱلْهَوَاءِ؟‏ طَبْعًا لَا.‏ فَٱلدَّعْمُ ٱلْإِلٰهِيُّ هُوَ دَعْمٌ حَقِيقِيٌّ،‏ وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ رِوَايَاتٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

٥ لِذٰلِكَ بَدَلَ أَنْ تُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ عِنْدَمَا يَعْجَزُ ٱلْبَشَرُ عَنْ مَدِّكَ بِٱلدَّعْمِ،‏ ٱنْظُرْ إِلَى هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ كَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُعْتَبِرًا إِيَّاهَا فُرَصًا تَتَّكِلُ فِيهَا كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ وَتَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ عِنَايَتَهُ ٱلْحُبِّيَّةَ.‏ وَهٰذَا مَا سَيُقَوِّي ثِقَتَكَ بِهِ وَيُوَطِّدُ عَلَاقَتَكُمَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏

اَلثِّقَةُ رُكْنٌ أَسَاسِيٌّ فِي عَلَاقَتِنَا بِٱللهِ

٦ لِمَاذَا قَدْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَثِقَ بِيَهْوَهَ عِنْدَمَا نُعَانِي ٱلْمَشَقَّاتِ؟‏

٦ هَلْ بِٱسْتِطَاعَتِكَ أَنْ تَطْرَحَ مُشْكِلَتَكَ عَلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَتَنْعَمَ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ عَالِمًا أَنَّكَ فَعَلْتَ مَا فِي وِسْعِكَ وَأَنَّهُ سَيَتَكَفَّلُ بِٱلْبَاقِي؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٦٢:‏٨؛‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏.‏)‏ إِذَا ٱعْتَدْتَ عَلَى ذٰلِكَ تَنْمُو عَلَاقَتُكَ بِيَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّ ٱلْوُثُوقَ بِأَنَّهُ سَيُزَوِّدُنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ.‏ لِمَاذَا؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ قَدْ لَا يَسْتَجِيبُ ٱلصَّلَوَاتِ بِسُرْعَةٍ.‏ —‏ مز ١٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٧٤:‏١٠؛‏ ٨٩:‏٤٦؛‏ ٩٠:‏١٣؛‏ حب ١:‏٢‏.‏

٧ لِمَاذَا قَدْ لَا يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا عَلَى ٱلْفَوْرِ؟‏

٧ وَلِمَ لَا يُلَبِّي يَهْوَهُ كُلَّ طَلِبَاتِنَا عَلَى ٱلْفَوْرِ؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّهُ يُشَبِّهُ عَلَاقَتَنَا بِهِ بِعَلَاقَةِ ٱلْأَبِ بِأَوْلَادِهِ.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٣‏)‏ فَلَا يَحِقُّ لِلْوَلَدِ ٱلتَّوَقُّعُ مِنْ أَبِيهِ أَنْ يَكُونَ رَهْنَ إِشَارَتِهِ.‏ فَبَعْضُ طَلِبَاتِهِ لَيْسَتْ سِوَى نَزَوَاتٍ طُفُولِيَّةٍ عَابِرَةٍ أَوْ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ مُنَاسِبًا لِتَلْبِيَتِهَا.‏ وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ لَيْسَ لِخَيْرِ ٱلْوَلَدِ وَلَا ٱلْمَعْنِيِّينَ بِٱلْأَمْرِ.‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلِٱمْتِثَالَ بِسُرْعَةٍ لِكُلِّ رَغْبَةٍ مِنْ رَغَبَاتِ ٱلْوَلَدِ يُحَوِّلُ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ إِلَى عَلَاقَةِ عَبْدٍ بِسَيِّدِهِ حَيْثُ يَكُونُ ٱلْوَلَدُ هُوَ ٱلسَّيِّدَ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ قَدْ يَسْمَحُ يَهْوَهُ،‏ مِنْ أَجْلِ خَيْرِنَا،‏ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ قَبْلَ أَنْ يَتَّضِحَ لَنَا أَنَّهُ ٱسْتَجَابَ صَلَوَاتِنَا.‏ وَهٰذَا حَقٌّ حَصْرِيٌّ يَتَمَتَّعُ بِهِ إِذْ هُوَ خَالِقُنَا ٱلْحَكِيمُ،‏ سَيِّدُنَا ٱلْمُحِبُّ،‏ وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ.‏ وَتَنْفِيذُ كُلِّ رَغَبَاتِنَا بِسُرْعَةٍ سَيُشَوِّهُ ٱلْعَلَاقَةَ ٱللَّائِقَةَ ٱلَّتِي تَجْمَعُنَا بِهِ.‏ —‏ قارن اشعيا ٢٩:‏١٦؛‏ ٤٥:‏٩‏.‏

٨ بِمَاذَا يَعِدُنَا يَهْوَهُ نَظَرًا إِلَى قُدْرَتِنَا ٱلْمَحْدُودَةِ؟‏

٨ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُدْرِكُ حُدُودَنَا إِدْرَاكًا تَامًّا.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٤‏)‏ لِذٰلِكَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَحْتَمِلَ بِقُوَّتِنَا ٱلْخَاصَّةِ،‏ بَلْ يَمْنَحُنَا دَعْمَهُ ٱلْأَبَوِيَّ.‏ طَبْعًا،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّنَا لَمْ نَعُدْ نَقْوَى عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ لَنْ يَسْمَحَ أَبَدًا بِأَنْ يُعَانِيَ خُدَّامُهُ مِحَنًا تَفُوقُ مَا يَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ،‏ بَلْ «سَيَجْعَلُ .‏ .‏ .‏ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ».‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏)‏ لِذٰلِكَ نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ كَمْ نَقْدِرُ أَنْ نَحْتَمِلَ.‏

٩ مَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَفْعَلَ إِذَا لَمْ يَأْتِنَا ٱلْفَرَجُ فَوْرَ صَلَاتِنَا؟‏

٩ وَإِذَا لَمْ يَأْتِكَ ٱلْفَرَجُ فَوْرَ صَلَاتِكَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ،‏ فَٱنْتَظِرْ يَهْوَهَ،‏ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي يَعْلَمُ مَتَى يَتَدَخَّلُ لِصَالِحِنَا.‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّهُ هُوَ أَيْضًا يُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ لِأَنَّهُ يَتُوقُ إِلَى إِنْقَاذِنَا.‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَائِلًا:‏ «يَتَرَقَّبُ يَهْوَهُ لِيَتَحَنَّنَ عَلَيْكُمْ،‏ وَلِذٰلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ عَدْلٍ.‏ سُعَدَاءُ هُمْ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَتَرَقَّبُونَهُ».‏ —‏ اش ٣٠:‏١٨‏.‏

‏«مِنْ فَمِ ٱلْأَسَدِ»‏

١٠-‏١٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ ظُرُوفٍ قَدْ تُصَعِّبُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِمَرِيضٍ مِنْ عَائِلَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَتَأَثَّرُ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ حِينَ نَتَّكِلُ عَلَيْهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

١٠ حِينَ تُلِمُّ بِكَ مِحْنَةٌ صَعْبَةٌ،‏ قَدْ تَشْعُرُ مِثْلَ بُولُسَ أَنَّ أَسَدًا شَرِسًا يَكَادُ يَلْتَهِمُكَ وَأَنَّكَ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُنْقِذُكَ ‹مِنْ فَمِهِ›.‏ وَفِي هٰذَا ٱلظَّرْفِ بِٱلتَّحْدِيدِ يُصْبِحُ ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ تَحَدِّيًا كَبِيرًا بِقَدْرِ مَا هُوَ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ.‏ مَثَلًا،‏ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَعْتَنِي بِفَرْدٍ مِنْ عَائِلَتِكَ يُعَانِي مَرَضًا مُزْمِنًا.‏ وَرُبَّمَا صَلَّيْتَ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ وَٱلْقُوَّةِ.‏ * وَبَعْدَ أَنْ فَعَلْتَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِكَ،‏ أَفَلَا تَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنَ ٱلسَّلَامِ إِذْ تَعْرِفُ أَنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ عَلَيْكَ وَأَنَّهُ سَيُزَوِّدُكَ بِمَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِتَحْتَمِلَ بِأَمَانَةٍ؟‏ —‏ مز ٣٢:‏٨‏.‏

١١ وَلٰكِنْ قَدْ يَبْدُو لَكَ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ تُعَاكِسُكَ.‏ فَٱلْأَطِبَّاءُ رُبَّمَا يُعْطُونَكَ آرَاءً مُتَضَارِبَةً،‏ وَٱلْأَقْرِبَاءُ ٱلَّذِينَ كُنْتَ تَرْجُو مُسَاعَدَتَهُمْ يَزِيدُونَ ٱلطِّينَ بِلَّةً.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ ٱسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي يُزَوِّدُكَ بِٱلْقُوَّةِ.‏ وَلَا تَتَوَقَّفْ عَنِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ٣٠:‏٣،‏ ٦‏.‏)‏ وَحِينَ يَأْتِيكَ ٱلْفَرَجُ مِنْ يَهْوَهَ تَقْوَى عَلَاقَتُكَ بِهِ أَكْثَرَ.‏

١٢ لَمَسَتْ لِينْدَا * صِحَّةَ ذٰلِكَ بَعْدَمَا ٱعْتَنَتْ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ بِوَالِدَيْهَا ٱلْمُسِنَّيْنِ ٱلْمَرِيضَيْنِ.‏ تَقُولُ:‏ «فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ،‏ غَالِبًا مَا صَعُبَ عَلَيْنَا أَنَا وَزَوْجِي وَأَخِي أَنْ نَعْرِفَ مَا ٱلْعَمَلُ.‏ شَعَرْنَا أَحْيَانًا بِٱلْعَجْزِ وَٱلْيَأْسِ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ نَعُودُ ٱلْآنَ بِٱلذَّاكِرَةِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ نَرَى بِوُضُوحٍ كَيْفَ كَانَ يَهْوَهُ مَعَنَا.‏ فَقَدْ أَمَدَّنَا بِٱلْقُوَّةِ وَبِمَا ٱحْتَجْنَا إِلَيْهِ بِٱلضَّبْطِ،‏ حَتَّى عِنْدَمَا شَعَرْنَا أَنَّ كُلَّ ٱلْأَبْوَابِ أُقْفِلَتْ فِي وَجْهِنَا».‏

١٣ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ عَلَى ٱلتَّعَايُشِ مَعَ ٱلْمَآسِي ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهَا؟‏

١٣ أَيْضًا،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱتِّكَالُ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَهَ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمَآسِيَ.‏ إِلَيْكَ مِثَالَ رُودَا.‏ فَفِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي بَاشَرَ خِلَالَهَا زَوْجُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ بِمُعَامَلَاتِ ٱلطَّلَاقِ،‏ تَبَيَّنَ أَنَّ أَخَاهَا مُصَابٌ بِمَرَضِ ٱلذَّأَبِ ٱلَّذِي يُهَدِّدُ ٱلْحَيَاةَ.‏ وَمَا هِيَ إِلَّا أَشْهُرٌ قَلِيلَةٌ حَتَّى مَاتَتْ زَوْجَةُ أَخِيهَا.‏ وَحِينَ بَدَأَتْ تَتَعَافَى مِنْ آثَارِ هٰذِهِ ٱلصَّدَمَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ،‏ ٱنْخَرَطَتْ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ.‏ وَلٰكِنْ لَمْ يَمُرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى فَارَقَتْ أُمُّهَا ٱلْحَيَاةَ.‏ فَمَا ٱلَّذِي سَاعَدَهَا عَلَى ٱلتَّعَايُشِ مَعَ هٰذِهِ ٱلْمِحَنِ؟‏ تُوضِحُ قَائِلَةً:‏ «كُنْتُ أَتَكَلَّمُ يَوْمِيًّا مَعَ يَهْوَهَ وَأَطْلُبُ إِرْشَادَهُ حَتَّى فِي ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْبَسِيطَةِ.‏ وَهٰذَا مَا جَعَلَهُ حَقِيقِيًّا فِي نَظَرِي وَعَلَّمَنِي ٱلِٱتِّكَالَ عَلَيْهِ،‏ لَا عَلَى نَفْسِي وَلَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ فَهُوَ زَوَّدَنِي بِٱلدَّعْمِ ٱلْعَمَلِيِّ مُوَفِّرًا لِي كُلَّ حَاجَاتِي.‏ حَقًّا،‏ شَعَرْتُ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ دَائِمًا يُمْسِكُ بِيَدِي».‏

حَتَّى ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ قَدْ تُوضَعُ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٦.‏)‏

١٤ أَيَّةُ ثِقَةٍ يَمْتَلِكُهَا ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْأَمِينُ حِينَ يُفْصَلُ أَحَدُ أَقْرِبَائِهِ؟‏

١٤ تَأَمَّلْ فِي ظَرْفٍ آخَرَ.‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ قَرِيبًا عَزِيزًا عَلَيْكَ فُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَأَنْتَ تَعْرِفُ مِنْ خِلَالِ دَرْسِكَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُعَامِلَ ٱلْمَفْصُولِينَ.‏ (‏١ كو ٥:‏١١؛‏ ٢ يو ١٠‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلِٱلْتِزَامَ بِقَرَارِ ٱلْفَصْلِ يَبْدُو لَكَ أَحْيَانًا صَعْبًا جِدًّا،‏ حَتَّى مُسْتَحِيلًا.‏ * فَهَلْ تَثِقُ أَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ سَيُشَدِّدُ عَزْمَكَ عَلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِتَوْجِيهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟‏ وَهَلْ تَرَى فِي هٰذَا ٱلظَّرْفِ فُرْصَةً لِتُوَطِّدَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ وَتُمَتِّنَ ٱلرَّوَابِطَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟‏

١٥ لِمَاذَا عَصَى آدَمُ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ؟‏

١٥ وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ فَكِّرْ فِي ٱلْإِنْسَانِ ٱلْأَوَّلِ آدَمَ.‏ فَهَلْ ظَنَّ فِعْلًا أَنَّ بِإِمْكَانِهِ عِصْيَانَ يَهْوَهَ وَٱلْبَقَاءَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ؟‏ كَلَّا،‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُخْبِرُنَا أَنَّ آدَمَ «لَمْ يُخْدَعْ».‏ (‏١ تي ٢:‏١٤‏)‏ لِمَاذَا عَصَى ٱللهَ إِذًا؟‏ إِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلَّذِي دَفَعَ آدَمَ إِلَى ٱلْأَكْلِ مِنَ ٱلثَّمَرَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا لَهُ حَوَّاءُ هُوَ تَعَلُّقُهُ ٱلشَّدِيدُ بِهَا.‏ فَقَدْ أَصْغَى إِلَى صَوْتِ زَوْجَتِهِ بَدَلَ أَنْ يُصْغِيَ إِلَى صَوْتِ إِلٰهِهِ يَهْوَهَ.‏ —‏ تك ٣:‏٦،‏ ١٧‏.‏

١٦ لِمَنْ يَجِبُ أَنْ نُكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَقْوَى،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٦ وَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُ لَا يُفْتَرَضُ بِنَا أَنْ نُكِنَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً لِأَقْرِبَائِنَا؟‏ طَبْعًا لَا.‏ لٰكِنَّ مَحَبَّتَنَا ٱلْأَقْوَى يَجِبُ أَنْ تَكُونَ لِيَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏)‏ وَهٰذَا فِي ٱلْوَاقِعِ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ أَقْرِبَائِنَا،‏ سَوَاءٌ كَانُوا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ ٱلْآنَ أَمْ لَا.‏ فَٱسْعَ دَائِمًا إِلَى تَقْوِيَةِ مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَهَ وَتَعْزِيزِ ثِقَتِكَ بِهِ.‏ وَإِذَا كُنْتَ مُتَضَايِقًا بِسَبَبِ فَصْلِ أَحَدِ أَقْرِبَائِكَ،‏ فَٱسْكُبْ قَلْبَكَ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ * (‏رو ١٢:‏١٢؛‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَٱسْتَغِلَّ هٰذَا ٱلظَّرْفَ ٱلْمُؤْلِمَ كَيْ تُوَطِّدَ عَلَاقَتَكَ بِهِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ذٰلِكَ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَّكِلَ عَلَيْهِ رَاجِيًا أَنْ تَؤُولَ ٱلْأُمُورُ إِلَى ٱلْخَيْرِ.‏

فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ .‏ .‏ .‏

أَظْهِرْ ثِقَتَكَ بِيَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ ٱلِٱنْشِغَالِ بِعَمَلِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏

١٧ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱنْشِغَالُنَا بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ بِٱلْمَلَكُوتِ أَنَّنَا نَثِقُ بِيَهْوَهَ؟‏

١٧ مَاذَا كَانَ ٱلْقَصْدُ وَرَاءَ ‹إِنْقَاذِ بُولُسَ مِنْ فَمِ ٱلْأَسَدِ›؟‏ يُجِيبُ هُوَ نَفْسُهُ:‏ «لِكَيْ تُتَمَّ بِي ٱلْكِرَازَةُ وَيَسْمَعَهَا جَمِيعُ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏٢ تي ٤:‏١٧‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا إِذَا ٱنْشَغَلْنَا بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ مِثْلَمَا فَعَلَ بُولُسُ،‏ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْرِصُ أَنْ «تُزَادَ» لَنَا كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلضَّرُورِيَّةِ.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ وَبِمَا أَنَّنَا مُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ فَنَحْنُ ‹مُؤْتَمَنُونَ عَلَى ٱلْبِشَارَةِ› وَيَهْوَهُ يَعْتَبِرُنَا ‹عَامِلِينَ مَعَهُ›.‏ (‏١ تس ٢:‏٤؛‏ ١ كو ٣:‏٩‏)‏ وَإِذْ نَنْهَمِكُ فِي عَمَلِ ٱللهِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ،‏ سَيَسْهُلُ عَلَيْنَا حَتْمًا ٱنْتِظَارُ ٱلْفَرَجِ.‏

١٨ كَيْفَ نُعَزِّزُ ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَنُقَوِّي عَلَاقَتَنَا بِهِ؟‏

١٨ فَلْنُقَوِّ إِذًا عَلَاقَتَنَا بِٱللهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ.‏ وَإِنْ وَاجَهْنَا ظَرْفًا يُثِيرُ قَلَقَنَا،‏ فَلْنَعْتَبِرْهُ فُرْصَةً لِلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَمِنْ خِلَالِ دَرْسِنَا ٱلْعَمِيقِ لِكَلِمَةِ ٱللهِ،‏ ٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ بِٱسْتِمْرَارٍ،‏ وَٱلِٱنْشِغَالِ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ لِنُنَمِّ ٱلثِّقَةَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَدْعَمُنَا فِي ظُرُوفِنَا ٱلْحَاضِرَةِ وَفِي كُلِّ مَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا.‏

^ ‎الفقرة 2‏ إِنَّ عِبَارَةَ بُولُسَ «فَمَ ٱلْأَسَدِ» يُمْكِنُ أَنْ تُفْهَمَ بِمَعْنًى حَرْفِيٍّ أَوْ مَجَازِيٍّ.‏

^ ‎الفقرة 10‏ وَرَدَ فِي مَطْبُوعَاتِنَا عَدَدٌ مِنَ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلْمُسَاعِدَةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُصَارِعُونَ ٱلْمَرَضَ وَٱلَّذِينَ يَعْتَنُونَ بِهِمْ.‏ اُنْظُرْ أَعْدَادَ ٨ شُبَاطَ (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٩٤‏؛‏ ٨ شُبَاطَ (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٩٧‏؛‏ ٢٢ أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ٢٠٠٠‏؛‏ وَ ٢٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ٢٠٠١ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!‏.‏

^ ‎الفقرة 12‏ اَلِٱسْمَانِ ٱلْوَارِدَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَانِ.‏

^ ‎الفقرة 14‏ اُنْظُرْ مَقَالَةَ «‏لِمَ يُعْتَبَرُ ٱلْفَصْلُ تَدْبِيرًا حُبِّيًّا؟‏‏» ٱلْوَارِدَةَ فِي هٰذَا ٱلْعَدَدِ.‏

^ ‎الفقرة 16‏ وَرَدَ فِي مَطْبُوعَاتِنَا عَدَدٌ مِنَ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلْمُسَاعِدَةِ لِلْعَائِلَاتِ ٱلْأَمِينَةِ ٱلَّتِي تَخَلَّى أَحَدُ أَفْرَادِهَا عَنْ يَهْوَهَ.‏ اُنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَيْ ١ أَيْلُولَ (‏سِبْتَمْبِر)‏ ٢٠٠٦،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-‏٢١‏،‏ وَ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ٢٠٠٧،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-‏٢٠‏.‏