الانتقال الى المحتويات

لمَ شهود يهوه محايدون سياسيا؟‏

لمَ شهود يهوه محايدون سياسيا؟‏

 نلتزم نحن شهود يهوه الحياد السياسي لأسباب دينية مؤسسة على الكتاب المقدس.‏ لذا لا نشكِّل جماعات ضغط ولا نصوِّت لأي مرشح او حزب سياسي ولا نسعى وراء مناصب حكومية ولا نشارك في اي تحرك يهدف الى قلب نظام الحكم.‏ ونحن مقتنعون ان الكتاب المقدس يعرض اسبابا وجيهة لتبنِّي هذا الموقف.‏ اليك في ما يلي اربعة اسباب:‏

 نحن نحترم الحكومات السياسية.‏ صحيح اننا لا نشترك في السياسة،‏ لكننا نحترم سلطة الحكومات في البلدان حيث نعيش.‏ وهذا ينسجم مع وصية الكتاب المقدس:‏ «لتخضع كل نفس للسلطات الفائقة».‏ (‏روما ١٣:‏١‏)‏ بناء على ذلك،‏ نحن نطيع القوانين وندفع الضرائب ونتعاون مع جهود الدولة لتأمين الخدمات الاجتماعية.‏ وبدل المشاركة في اعمال هدفها زعزعة اركان الدولة،‏ نتبع مشورة الكتاب المقدس ان نصلي من اجل «الملوك وجميع ذوي المناصب»،‏ لا سيما حين يتخذون قرارات تؤثر في حرية العبادة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏​١،‏٢‏.‏

 علاوة على ذلك،‏ يحترم شهود يهوه حرية الفرد في تبني الموقف السياسي الذي يختار.‏ فلا يسعون الى تعطيل الانتخابات او منع الناس من التصويت.‏

 هل الحياد فكرة ابتكرناها حديثا؟‏ كلا.‏ فقد اتخذ الرسل وغيرهم من مسيحيي القرن الاول موقفا مماثلا حيال السلطات الحاكمة.‏ يذكر كتاب ما وراء النوايا الحسنة (‏بالانكليزية)‏:‏ «رغم ان المسيحيين الاوائل كانوا مقتنعين بضرورة اعطاء الكرامة للسلطات،‏ لم يوافقوا على التدخل في الشؤون السياسية».‏ ويعلِّق كتاب في الطريق الى المدنية (‏بالانكليزية)‏ قائلا ان المسيحيين «لم يقبلوا تولي المناصب السياسية».‏

 هل يهدد حيادنا المسيحي الامن القومي؟‏ كلا.‏ نحن دعاة سلام ولا داعي ان تخافنا السلطات.‏ اليك ما يقوله تقرير صادر عن الاكاديمية الوطنية للعلوم في اوكرانيا عام ٢٠٠١ تعليقا على حيادنا المسيحي:‏ «في ايامنا،‏ يستاء البعض من موقف شهود يهوه الذي كان احد الاسباب الرئيسية وراء اضطهادهم على يدي النظامَين الاستبداديين النازي والشيوعي».‏ لكن الشهود «بقوا طائعين لقوانين بلدهم» حتى خلال سنوات القمع السوفياتي.‏ «فقد عملوا بنزاهة وتفانٍ في المصانع والمزارع ولم يشكلوا اي تهديد على النظام الشيوعي».‏ ثم خلص التقرير الى ان معتقدات شهود يهوه ونشاطاتهم «لا يهددان سلامة وأمن اي دولة» في وقتنا هذا ايضا.‏