الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قضية مهمة يواجهها البشر

قضية مهمة يواجهها البشر

‏‹يَعْلَمُونَ أَنَّكَ ٱسْمُكَ يَهْوَهُ،‏ وَحْدَكَ ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ›.‏ —‏ مز ٨٣:‏١٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٤٦،‏ ١٣٦

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ مُهِمَّةٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْبَشَرُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ؟‏

كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُعْطُونَ ٱلْمَالَ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً.‏ فَكُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَجْمَعُوا ٱلثَّرْوَةَ أَوْ يُحَافِظُوا عَلَيْهَا.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيَعْتَبِرُونَ عَائِلَتَهُمْ،‏ صِحَّتَهُمْ،‏ أَوْ إِنْجَازَاتِهِمْ أَهَمَّ شَيْءٍ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏

٢ لٰكِنَّ ٱلْبَشَرَ جَمِيعًا يُوَاجِهُونَ قَضِيَّةً أَهَمَّ بِكَثِيرٍ:‏ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَيْهَا دَائِمًا،‏ وَإِلَّا فَإِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ أَوِ ٱلْهُمُومَ قَدْ تُلْهِينَا وَتُنْسِينَا أَهَمِّيَّتَهَا.‏ أَمَّا إِذَا أَيَّدْنَا سُلْطَانَ ٱللهِ،‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحُلَّ مَشَاكِلَنَا وَنَقْتَرِبَ إِلَيْهِ.‏

لِمَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ مُهِمَّةٌ جِدًّا؟‏

٣ مَاذَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ بِشَأْنِ حُكْمِ ٱللهِ؟‏

٣ شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فِي حَقِّ يَهْوَهَ فِي ٱلْحُكْمِ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ ٱللهَ حَاكِمٌ ظَالِمٌ لَا يَهْتَمُّ بِمَصْلَحَةِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ حَيَاةً أَفْضَلَ بِٱسْتِقْلَالٍ عَنْهُ.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٥‏)‏ كَمَا لَمَّحَ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَخْدُمُ ٱللهَ مِنْ قَلْبِهِ،‏ وَأَنَّهُ يَرْفُضُ حُكْمَهُ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ.‏ (‏اي ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ لِذَا سَمَحَ يَهْوَهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِيُظْهِرَ كَمْ تَكُونُ حَيَاةُ ٱلْبَشَرِ تَعِيسَةً بَعِيدًا عَنْهُ.‏

٤ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ تُبَتَّ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏

٤ طَبْعًا،‏ يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّ ٱدِّعَاءَاتِ ٱلشَّيْطَانِ كَاذِبَةٌ.‏ فَلِمَ أَعْطَاهُ فُرْصَةً لِيُثْبِتَ مَزَاعِمَهُ؟‏ لِأَنَّ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا تَهُمُّ كُلَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٨٣:‏١٨‏.‏)‏ فَمُنْذُ رَفَضَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْأَوَّلَانِ حُكْمَ يَهْوَهَ،‏ تَبِعَ كَثِيرُونَ خُطَاهُمَا.‏ لِذٰلِكَ رُبَّمَا يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ إِنْ كَانَتِ ٱدِّعَاءَاتُ ٱلشَّيْطَانِ صَحِيحَةً.‏ وَبِمَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ لَمْ تُبَتَّ حَتَّى ٱلْآنَ،‏ تَسْتَمِرُّ ٱلنِّزَاعَاتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ يُبَرِّئُ يَهْوَهُ سُلْطَانَهُ،‏ سَيَخْضَعُ ٱلْجَمِيعُ لِحُكْمِهِ ٱلْبَارِّ وَسَيَسُودُ ٱلسَّلَامُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي كُلِّ ٱلْكَوْنِ.‏ —‏ اف ١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٥ مَا هُوَ دَوْرُ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏

٥ إِذًا،‏ سَيَتَبَرَّأُ سُلْطَانُ يَهْوَهَ لَا مَحَالَةَ.‏ فَحُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْبَشَرِ فَاشِلٌ وَمَصِيرُهُ ٱلزَّوَالُ.‏ أَمَّا حُكْمُ ٱللهِ ٱلَّذِي يُمَثِّلُهُ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ فَسَيَنْجَحُ وَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَآنَذَاكَ،‏ سَيَكُونُ ٱلْبَشَرُ ٱلْأُمَنَاءُ قَدْ بَرْهَنُوا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ وَيُؤَيِّدَ حُكْمَهُ.‏ (‏اش ٤٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَلِتَكُونَ وَاحِدًا مِنْهُمْ،‏ عَلَيْكَ أَنْ تُدْرِكَ كَمْ مُهِمَّةٌ هِيَ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.‏

تَبْرِئَةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ أَهَمُّ مِنْ خَلَاصِنَا

٦ كَمْ مُهِمٌّ هُوَ تَأْيِيدُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏

٦ إِنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَهَ أَهَمُّ مِنْ سَعَادَتِنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ خَلَاصَنَا غَيْرُ مُهِمٍّ أَوْ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَهْتَمُّ بِنَا.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي.‏

٧،‏ ٨ مَاذَا تَعْنِي لَنَا تَبْرِئَةُ سُلْطَانِ ٱللهِ؟‏

٧ يُحِبُّ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا،‏ حَتَّى إِنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ كَيْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ (‏يو ٣:‏١٦؛‏ ١ يو ٤:‏٩‏)‏ وَإِذَا لَمْ يُتَمِّمْ يَهْوَهُ وُعُودَهُ،‏ تَتَأَكَّدُ عِنْدَئِذٍ مَزَاعِمُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْمُقَاوِمِينَ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ ٱدَّعَى أَنَّ ٱللهَ كَاذِبٌ وَظَالِمٌ وَيَمْنَعُ ٱلْخَيْرَ عَنِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَٱلْمُسْتَهْزِئُونَ يَقُولُونَ:‏ «أَيْنَ هُوَ حُضُورُهُ ٱلْمَوْعُودُ هٰذَا؟‏ فَإِنَّهُ مُنْذُ رَقَدَ آبَاؤُنَا،‏ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ».‏ (‏٢ بط ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَفِي بِوُعُودِهِ وَيُخَلِّصُ ٱلْأُمَنَاءَ عِنْدَمَا يُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏.‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ حَاكِمٌ مُحِبٌّ،‏ نَثِقُ أَنَّهُ سَيُحِبُّ وَيُقَدِّرُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ دَائِمًا.‏ —‏ خر ٣٤:‏٦‏.‏

٨ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِخَيْرِنَا وَخَلَاصِنَا،‏ لٰكِنَّ تَبْرِئَةَ سُلْطَانِهِ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ وَنُؤَيِّدَ حُكْمَ يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ.‏

يَهْوَهُ يُصَحِّحُ نَظْرَةَ أَيُّوبَ

٩ مَاذَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ بِشَأْنِ أَيُّوبَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٩ إِنَّ سِفْرَ أَيُّوبَ مِنْ أَقْدَمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَكْتُوبَةِ.‏ وَقِرَاءَتُهُ تُوضِحُ لَنَا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ نَظْرَةً صَحِيحَةً.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ أَيُّوبَ سَيَتَمَرَّدُ عَلَى ٱللهِ حِينَ يَمُرُّ بِضِيقَاتٍ.‏ حَتَّى إِنَّهُ طَلَبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُنْزِلَ ٱلْبَلِيَّةَ بِهٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ.‏ طَبْعًا،‏ رَفَضَ يَهْوَهُ ذٰلِكَ.‏ لٰكِنَّهُ سَمَحَ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يُجَرِّبَ أَيُّوبَ قَائِلًا:‏ «هَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ».‏ ‏(‏اقرأ ايوب ١:‏٧-‏١٢‏.‏)‏ وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى خَسِرَ أَيُّوبُ خُدَّامَهُ،‏ مُمْتَلَكَاتِهِ،‏ وَأَوْلَادَهُ ٱلْعَشَرَةَ.‏ وَقَدْ أَعْطَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱللهَ سَبَبُ تِلْكَ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ (‏اي ١:‏١٣-‏١٩‏)‏ ثُمَّ ضَرَبَ أَيُّوبَ بِمَرَضٍ مُؤْلِمٍ وَمُقْرِفٍ.‏ (‏اي ٢:‏٧‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ زَوْجَتَهُ وَأَصْحَابَهُ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلزَّائِفِينَ زَادَوُا ٱلطِّينَ بِلَّةً بِكَلِمَاتِهِمِ ٱلْجَارِحَةِ.‏ —‏ اي ٢:‏٩؛‏ ٣:‏١١؛‏ ١٦:‏٢‏.‏

١٠ لِمَ ٱحْتَاجَ أَيُّوبُ إِلَى ٱلتَّقْوِيمِ رَغْمَ أَنَّهُ بَقِيَ وَلِيًّا لِلهِ؟‏

١٠ رَغْمَ كُلِّ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُدِرْ أَيُّوبُ ظَهْرَهُ لِلهِ،‏ وَبَرْهَنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ.‏ (‏اي ٢٧:‏٥‏)‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْأَمِينَ فَقَدَ ٱتِّزَانَهُ نَوْعًا مَا.‏ فَقَدِ ٱنْشَغَلَ بِتَبْرِيرِ نَفْسِهِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ طَالَبَ أَنْ يَعْرِفَ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ.‏ (‏اي ٧:‏٢٠؛‏ ١٣:‏٢٤‏)‏ نَظَرًا إِلَى مَا عَانَاهُ أَيُّوبُ،‏ يَبْدُو تَصَرُّفُهُ مُبَرَّرًا لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ رَأَى أَنَّ تَفْكِيرَهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَقْوِيمٍ.‏ فَمَاذَا قَالَ لَهُ؟‏

١١،‏ ١٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ قَوَّمَ يَهْوَهُ أَيُّوبَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ أَيُّوبُ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ؟‏

١١ خَاطَبَ يَهْوَهُ أَيُّوبَ مُطَوَّلًا فِي ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٣٨ إِلَى ٤١‏.‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يُوضِحْ لَهُ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ أَيَّةَ مُبَرِّرَاتٍ.‏ بَلْ لَفَتَ نَظَرَهُ إِلَى مَسَائِلَ أَهَمَّ،‏ وَسَاعَدَهُ كَيْ يُدْرِكَ أَنَّهُ صَغِيرٌ جِدًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَهُ.‏ ‏(‏اقرأ ايوب ٣٨:‏١٨-‏٢١‏.‏)‏ وَهٰكَذَا عَدَّلَ أَيُّوبُ تَفْكِيرَهُ.‏

١٢ وَلٰكِنْ هَلْ كَانَ يَهْوَهُ قَاسِيًا عِنْدَمَا أَعْطَى أَيُّوبَ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟‏ كَلَّا.‏ وَأَيُّوبُ نَفْسُهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ بَلْ فَهِمَ ٱلْمَشُورَةَ وَقَدَّرَهَا.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ:‏ «أَتَرَاجَعُ،‏ وَأَتُوبُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ».‏ (‏اي ٤٢:‏١-‏٦‏)‏ كَمَا قَبِلَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ ٱلشَّابُّ أَلِيهُو فِي وَقْتٍ سَابِقٍ.‏ (‏اي ٣٢:‏٥-‏١٠‏)‏ وَلِأَنَّهُ تَجَاوَبَ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ وَعَدَّلَ تَفْكِيرَهُ،‏ عَبَّرَ يَهْوَهُ أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْهُ.‏ —‏ اي ٤٢:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ مَشُورَةِ يَهْوَهَ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتْ مِحْنَتُهُ؟‏

١٣ وَقَدْ «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ».‏ وَصَارَ لَهُ أَيْضًا «سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلَاثُ بَنَاتٍ».‏ (‏اي ٤٢:‏١٢-‏١٤‏)‏ وَمَعَ أَنَّ أَيُّوبَ أَحَبَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادَ،‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ ٱشْتَاقَ إِلَى أَوْلَادِهِ ٱلَّذِينَ قَتَلَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ.‏ وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمْ يَنْسَ ذِكْرَيَاتِهِ ٱلْمُؤْلِمَةَ.‏ وَسَوَاءٌ عَرَفَ لَاحِقًا سَبَبَ مُعَانَاتِهِ أَوْ لَا،‏ رُبَّمَا تَسَاءَلَ لِمَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ.‏ لٰكِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي مَشُورَةِ ٱللهِ عَزَّاهُ وَسَاعَدَهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ صَحِيحَةٍ.‏ (‏مز ٩٤:‏١٩‏)‏ وَهٰكَذَا ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَشُورَةِ حَتَّى بَعْدَمَا ٱنْتَهَتْ مِحْنَتُهُ.‏

هَلْ تَغْرَقُ فِي ٱلْمَشَاكِلِ وَتَنْسَى أَهَمِّيَّةَ تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ؟‏

١٤ نَحْنُ أَيْضًا نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ.‏ فَهُوَ يُعَزِّينَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُصَحِّحَ تَفْكِيرَنَا.‏ فَيَهْوَهُ حَفِظَ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةَ فِي كَلِمَتِهِ «لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَلْنَتَمَثَّلْ بِأَيُّوبَ وَنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ فِي وَجْهِ ٱلْمَصَاعِبِ.‏ وَلَا نَدَعِ ٱلْمَشَاكِلَ تُنْسِينَا أَهَمِّيَّةَ تَأْيِيدِ سُلْطَانِهِ.‏

١٥ مَاذَا يَنْتِجُ حِينَ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ؟‏

١٥ إِنَّ مِثَالَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ يُعَزِّينَا.‏ فَهُوَ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمِحَنَ لَيْسَتْ دَلِيلًا عَلَى غَضَبِ يَهْوَهَ،‏ بَلْ فُرْصَةٌ لِنُثْبِتَ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ سُلْطَانَهُ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱحْتِمَالَهَا يُنْتِجُ «رِضَى ٱللهِ» وَيُقَوِّي رَجَاءَنَا.‏ ‏(‏اقرأ روما ٥:‏٣-‏٥‏.‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ تَشْهَدُ رِوَايَةُ أَيُّوبَ أَنَّ «يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ».‏ (‏يع ٥:‏١١‏)‏ وَهُوَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَ سُلْطَانَهُ.‏ وَحِينَ نُبْقِي ذٰلِكَ فِي بَالِنَا،‏ ‹نَحْتَمِلُ إِلَى ٱلتَّمَامِ› بِصَبْرٍ وَفَرَحٍ.‏ —‏ كو ١:‏١١‏.‏

رَكِّزْ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ

١٦ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَهَمِّيَّةِ دَعْمِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏

١٦ أَحْيَانًا،‏ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا ٱلْمَشَاكِلُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.‏ حَتَّى ٱلْمَشَاكِلُ ٱلتَّافِهَةُ قَدْ تَسْحَقُنَا إِذَا بَقِينَا نُفَكِّرُ فِيهَا.‏ لِذٰلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنَا دَائِمًا بِأَهَمِّيَّةِ دَعْمِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.‏

١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱنْشِغَالُ بِعَمَلِ يَهْوَهَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ؟‏

١٧ وَيُسَاعِدُنَا ٱلِٱنْشِغَالُ بِعَمَلِ يَهْوَهَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْأُخْتَ رِينِيه.‏ فَقَدْ أُصِيبَتْ بِسَكْتَةٍ دِمَاغِيَّةٍ،‏ وَكَانَتْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ مَرِيضَةً بِٱلسَّرَطَانِ وَتُعَانِي آلَامًا مُبَرِّحَةً.‏ لٰكِنَّهَا ٱسْتَغَلَّتْ وُجُودَهَا فِي ٱلْمُسْتَشْفَى لِتُبَشِّرَ ٱلْعَامِلِينَ وَٱلْمَرْضَى وَٱلزُّوَّارَ.‏ وَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ،‏ صَرَفَتْ ٨٠ سَاعَةً فِي ٱلْكِرَازَةِ خِلَالَ أُسْبُوعَيْنِ وَنِصْفٍ فَقَطْ.‏ حَتَّى عِنْدَمَا أَشْرَفَتْ عَلَى ٱلْمَوْتِ،‏ بَقِيَتْ مُرَكِّزَةً عَلَى تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ خَفَّفَ مِنْ مُعَانَاتِهَا.‏

١٨ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱخْتِبَارُ جِنِيفِر؟‏

١٨ طَبْعًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ عَادِيَّةً أَيْضًا.‏ مَثَلًا،‏ ٱضْطُرَّتْ جِنِيفِر أَنْ تَنْتَظِرَ فِي ٱلْمَطَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ،‏ فِيمَا كَانَتِ ٱلرِّحْلَاتُ تُلْغَى ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى.‏ فَشَعَرَتْ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلتَّعَبِ.‏ وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ تُشْفِقَ عَلَى نَفْسِهَا،‏ صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُسَاعِدَهَا أَنْ تَكْرِزَ لِلرُّكَّابِ ٱلْآخَرِينَ.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ بَشَّرَتْ عَدِيدِينَ وَوَزَّعَتْ مَطْبُوعَاتٍ كَثِيرَةً.‏ تَقُولُ:‏ «لَقَدْ بَارَكَنِي يَهْوَهُ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْمِحْنَةِ وَقَوَّانِي كَيْ أُمَجِّدَ ٱسْمَهُ».‏

١٩ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْعُبَّادَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟‏

١٩ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ وَحْدَهُمْ يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ سُلْطَانِهِ.‏ وَهٰذَا يُمَيِّزُنَا كَعُبَّادٍ حَقِيقِيِّينَ.‏ فَلْيَسْتَمِرَّ كُلٌّ مِنَّا فِي دَعْمِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ.‏

٢٠ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِيَالَ جُهُودِكَ لِدَعْمِ سُلْطَانِهِ؟‏

٢٠ خِتَامًا،‏ ثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يُلَاحِظُ وَيُقَدِّرُ جُهُودَكَ فِيمَا تُؤَيِّدُ سُلْطَانَهُ،‏ تَخْدُمُهُ بِأَمَانَةٍ،‏ وَتَحْتَمِلُ ٱلْمِحَنَ.‏ (‏مز ١٨:‏٢٥‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى أَسْبَابًا إِضَافِيَّةً تُظْهِرُ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَدْعَمَ سُلْطَانَ يَهْوَهَ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ.‏