الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تقدِّر الكنوز الروحية؟‏

هل تقدِّر الكنوز الروحية؟‏

‏«حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ،‏ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا».‏ —‏ لو ١٢:‏٣٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٥٣،‏ ١٠٤

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ اُذْكُرْ بَعْضَ ٱلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يُعْطِينَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ.‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

يَهْوَهُ يَمْلِكُ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏١١،‏ ١٢‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ أَبٌ كَرِيمٌ لَا يَبْخُلُ عَلَيْنَا بِكُنُوزِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَمَا هِيَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْكُنُوزِ؟‏ (‏١)‏ رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ (‏٢)‏ ٱلْخِدْمَةُ،‏ وَ (‏٣)‏ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ نَحْتَرِسْ،‏ فَلَا نَعُودُ نُقَدِّرُهَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّرَ قِيمَتَهَا وَنُحِبَّهَا دَائِمًا.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ،‏ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا».‏ —‏ لو ١٢:‏٣٤‏.‏

٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُقَوِّي مَحَبَّتَنَا وَنَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لِلْمَلَكُوتِ وَٱلْخِدْمَةِ وَحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ لِمَ لَا تُفَكِّرُ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا أَنْ تُعَمِّقَ تَقْدِيرَكَ لِهٰذِهِ ٱلْكُنُوزِ؟‏

مَلَكُوتُ ٱللهِ يُشْبِهُ لُؤْلُؤَةً ثَمِينَةً

٣ مَاذَا فَعَلَ ٱلتَّاجِرُ لِيَشْتَرِيَ لُؤْلُؤَةً ثَمِينَةً جِدًّا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ اقرأ متى ١٣:‏٤٥،‏ ٤٦‏.‏ ذَكَرَ يَسُوعُ مَثَلًا عَنْ تَاجِرٍ يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ بَاعَ وَٱشْتَرَى عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ مِئَاتِ ٱللَّآلِئِ.‏ لٰكِنَّهُ فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ،‏ وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ،‏ وَمُجَرَّدُ ٱلنَّظَرِ إِلَيْهَا أَدْخَلَ ٱلْفَرَحَ إِلَى قَلْبِهِ.‏ لِذَا ذَهَبَ وَبَاعَ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهِ لِيَحْصُلَ عَلَيْهَا لِأَنَّهُ قَدَّرَ قِيمَتَهَا كَثِيرًا.‏

٤ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا أَحْبَبْنَا ٱلْمَلَكُوتَ؟‏

٤ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟‏ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱللهِ تِلْكَ ٱللُّؤْلُؤَةَ ٱلْعَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ.‏ وَإِذَا أَحْبَبْنَاهُ بِقَدْرِ مَا أَحَبَّ ٱلتَّاجِرُ ٱللُّؤْلُؤَةَ،‏ نَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ شَيْءٍ لِنَكُونَ مِنْ رَعَايَاهُ.‏ ‏(‏اقرأ مرقس ١٠:‏٢٨-‏٣٠‏.‏)‏ إِلَيْكَ هٰذَيْنِ ٱلْمِثَالَيْنِ.‏

٥ مَاذَا فَعَلَ زَكَّا لِأَنَّهُ أَحَبَّ ٱلْمَلَكُوتَ؟‏

٥ اَلْمِثَالُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ زَكَّا.‏ فَقَدْ جَمَعَ ثَرْوَةً كَبِيرَةً بِٱبْتِزَازِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏لو ١٩:‏١-‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا سَمِعَ يَسُوعَ يُبَشِّرُ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ أَحَبَّ جِدًّا مَا سَمِعَهُ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا.‏ فَقَالَ لِيَسُوعَ:‏ «هَا أَنَا،‏ يَا رَبُّ،‏ أُعْطِي نِصْفَ مُمْتَلَكَاتِي لِلْفُقَرَاءِ،‏ وَمَهْمَا ٱبْتَزَزْتُ مِنْ أَحَدٍ بِتُهْمَةِ زُورٍ،‏ أَرُدَّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».‏ وَهٰكَذَا،‏ أَعَادَ زَكَّا ٱلْأَمْوَالَ وَلَمْ يَعُدْ يَطْمَعُ بِٱلْمَالِ.‏

٦ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ أَجْرَتْهَا رُوزَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٦ أَمَّا ٱلْمِثَالُ ٱلثَّانِي،‏ فَٱمْرَأَةٌ سَنَدْعُوهَا رُوزَا سَمِعَتْ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ مُنْذُ بِضْعِ سَنَوَاتٍ.‏ كَانَتْ آنَذَاكَ عَلَى عَلَاقَةٍ مَعَ ٱمْرَأَةٍ أُخْرَى،‏ وَتَرَأَّسَتْ جَمْعِيَّةً تُدَافِعُ عَنْ حُقُوقِ ٱلْمِثْلِيِّينَ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا دَرَسَتْ رُوزَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ قَدَّرَتْ رِسَالَتَهُ ٱلْقَيِّمَةَ.‏ فَٱنْدَفَعَتْ إِلَى تَغْيِيرِ حَيَاتِهَا تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا.‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَٱسْتَقَالَتْ مِنْ مَنْصِبِهَا وَأَنْهَتْ عَلَاقَتَهَا.‏ ثُمَّ ٱعْتَمَدَتْ عَامَ ٢٠٠٩،‏ وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ لَقَدْ كَانَتْ مَحَبَّتُهَا لِيَهْوَهَ وَمَلَكُوتِهِ أَقْوَى مِنْ كُلِّ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ.‏ —‏ مر ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

٧ كَيْفَ نُبْقِي مَحَبَّتَنَا قَوِيَّةً لِمَلَكُوتِ ٱللهِ؟‏

٧ لَا شَكَّ أَنَّ عَدِيدِينَ مِنَّا أَجْرَوْا تَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةً لِيَصِيرُوا مِنْ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ لٰكِنَّ صِرَاعَنَا مَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْفَاسِدَةِ لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ.‏ فَلَا نَسْمَحْ لِهٰذِهِ ٱلرَّغَبَاتِ أَوْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ أَنْ يُضْعِفَ مَحَبَّتَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ (‏ام ٤:‏٢٣؛‏ مت ٥:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ كَنْزًا ثَمِينًا آخَرَ.‏

بِشَارَتُنَا تُنْقِذُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ

٨ ‏(‏أ)‏ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلْخِدْمَةَ «كَنْزٌ فِي آنِيَةٍ فَخَّارِيَّةٍ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ بُولُسُ أَنَّهُ يُحِبُّ ٱلْخِدْمَةَ؟‏

٨ أَوْصَانَا يَسُوعُ أَنْ نُبَشِّرَ وَنُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَقَدْ أَدْرَكَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْخِدْمَةَ،‏ وَوَصَفَهَا بِأَنَّهَا «كَنْزٌ فِي آنِيَةٍ فَخَّارِيَّةٍ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٧؛‏ ١ تي ١:‏١٢‏)‏ فَنَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ «آنِيَةٌ فَخَّارِيَّةٌ».‏ لٰكِنَّنَا نَحْمِلُ ‹كَنْزًا›:‏ رِسَالَةً تُعْطِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُهَا.‏ لِذٰلِكَ قَالَ بُولُسُ:‏ «إِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ لِأَصِيرَ شَرِيكًا فِيهَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٣‏)‏ فَهُوَ أَحَبَّ ٱلْخِدْمَةَ،‏ وَٱجْتَهَدَ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ.‏ ‏(‏اقرأ روما ١:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏.‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْعَنِيفِ.‏ (‏١ تس ٢:‏٢‏)‏ فَكَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّةً مُمَاثِلَةً لِلْخِدْمَةِ؟‏

٩ كَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِلْخِدْمَةِ؟‏

٩ لَقَدِ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ كُلَّ فُرْصَةٍ لِيُبَشِّرَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَتَمَثُّلًا بِهِ وَبِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ،‏ نُبَشِّرُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ،‏ وَحَيْثُمَا يُوجَدُ أُنَاسٌ.‏ (‏اع ٥:‏٤٢؛‏ ٢٠:‏٢٠‏)‏ كَمَا أَنَّنَا نَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ نَزِيدَ خِدْمَتَنَا.‏ فَنَخْدُمُ مَثَلًا فَاتِحِينَ إِضَافِيِّينَ أَوْ عَادِيِّينَ،‏ نَتَعَلَّمُ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً،‏ أَوْ نَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ فِي بَلَدِنَا أَوْ بَلَدٍ آخَرَ.‏ —‏ اع ١٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١٠ كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ آيْرِين عَلَى جُهُودِهَا؟‏

١٠ إِلَيْكَ مِثَالَ آيْرِين مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْعَزْبَاءُ أَحَبَّتْ أَنْ تُبَشِّرَ بِٱللُّغَةِ ٱلرُّوسِيَّةِ.‏ لِذَا ٱنْتَقَلَتْ عَامَ ١٩٩٣ إِلَى فَرِيقٍ نَاطِقٍ بِٱلرُّوسِيَّةِ فِي مَدِينَةِ نْيُويُورْك.‏ وَقَدْ ضَمَّ ٱلْفَرِيقُ آنَذَاكَ نَحْوَ ٢٠ شَاهِدًا.‏ وَبَعْدَ ٢٠ سَنَةً،‏ قَالَتْ آيْرِين:‏ «مَا زِلْتُ لَا أَتَكَلَّمُ ٱلرُّوسِيَّةَ بِطَلَاقَةٍ».‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ بَارَكَ يَهْوَهُ غَيْرَتَهَا وَغَيْرَةَ بَاقِي ٱلنَّاشِرِينَ،‏ إِذْ تَضُمُّ مَدِينَةُ نْيُويُورْكَ ٱلْيَوْمَ سِتَّ جَمَاعَاتٍ نَاطِقَةٍ بِٱلرُّوسِيَّةِ.‏ وَقَدِ ٱعْتَمَدَ ١٥ شَخْصًا مِنْ تَلَامِيذِهَا،‏ بَعْضُهُمُ ٱلْآنَ فَاتِحُونَ وَشُيُوخٌ وَخُدَّامٌ فِي بَيْتَ إِيلَ.‏ وَتُقَدِّرُ آيْرِين خِدْمَتَهَا كَثِيرًا وَتَقُولُ:‏ «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنِّي ٱخْتَرْتُ هٰذَا ٱلطَّرِيقَ».‏

هَلْ تُقَدِّرُ ٱلْخِدْمَةَ وَتُخَصِّصُ لَهَا وَقْتًا كُلَّ أُسْبُوعٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١،‏ ١٢.‏)‏

١١ مَاذَا يَنْتُجُ حِينَ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْخِدْمَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟‏

١١ وَإِذَا قَدَّرْنَا خِدْمَتَنَا مِثْلَ بُولُسَ،‏ نُدَاوِمُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ (‏اع ١٤:‏١٩-‏٢٢‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ وَاجَهَ إِخْوَتُنَا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱضْطِهَادًا عَنِيفًا بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٠ وَ ١٩٤٤.‏ لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَمَرُّوا يُبَشِّرُونَ.‏ وَخَاضُوا مَعَارِكَ قَضَائِيَّةً عَدِيدَةً لِيَحْمُوا حَقَّهُمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَتَعْلِيقًا عَلَى أَحَدِ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ فِي ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ،‏ قَالَ ٱلْأَخُ نُور عَامَ ١٩٤٣:‏ «أَيُّهَا ٱلنَّاشِرُونَ،‏ إِنَّ ثَبَاتَكُمْ هُوَ سَبَبُ ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَضَائِيَّةِ.‏ فَلَوْ لَمْ تَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْكِرَازَةِ،‏ لَمَا وَصَلَتْ أَيُّ قَضِيَّةٍ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا».‏ ثُمَّ أَضَافَ:‏ «لِأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُدَاوِمُونَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ وَلَا يَسْتَسْلِمُونَ،‏ لَنْ يَنْتَصِرَ ٱلِٱضْطِهَادُ أَبَدًا».‏ وَقَدْ حَقَّقَ ٱلْإِخْوَةُ فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى ٱنْتِصَارَاتٍ مُمَاثِلَةً.‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِلْخِدْمَةِ تَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلِٱضْطِهَادِ.‏

١٢ عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ؟‏

١٢ وَحِينَ نَعْتَبِرُ خِدْمَتَنَا كَنْزًا ثَمِينًا،‏ لَا يَكُونُ هَمُّنَا ٱلْأَوَّلُ عَدَدَ ٱلسَّاعَاتِ.‏ بَلْ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا ‹لِنَشْهَدَ كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٤؛‏ ٢ تي ٤:‏٥‏)‏ وَقَدْ أَعْطَانَا يَهْوَهُ كَنْزًا ثَمِينًا آخَرَ لِكَيْ يُعِدَّنَا لِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ.‏

اَلْحَقَائِقُ ٱلْقَيِّمَةُ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا

١٣،‏ ١٤ مَا هُوَ «ٱلْمَكْنِزُ» فِي مَتَّى ١٣:‏٥٢‏،‏ وَكَيْفَ نَمْلَأُهُ؟‏

١٣ أَمَّا ٱلْكَنْزُ ٱلثَّالِثُ،‏ فَهُوَ ٱلْحَقَائِقُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلثَّمِينَةُ.‏ فَيَهْوَهُ هُوَ إِلٰهُ ٱلْحَقِّ.‏ (‏مز ٣١:‏٥؛‏ يو ١٧:‏١٧‏)‏ وَهُوَ لَا يَبْخَلُ عَلَى خَائِفِيهِ،‏ بَلْ يُطْلِعُهُمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ.‏ وَنَحْنُ نَجْمَعُهَا مُنْذُ سَمِعْنَا ٱلْحَقَّ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ صَارَ لَدَيْنَا «مَكْنِزٌ» مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ وَٱلْجَدِيدَةِ،‏ مِنْ خِلَالِ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ وَحُضُورِ ٱلْمَحَافِلِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ١٣:‏٥٢‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُضِيفَ إِلَى ‹مَكْنِزِنَا› حَقَائِقَ جَدِيدَةً حِينَ نَبْحَثُ عَنْهَا كَٱلْكُنُوزِ ٱلدَّفِينَةِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢:‏٤-‏٧‏.‏)‏ فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

١٤ عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ وَنَبْحَثَ فِيهَا بِدِقَّةٍ.‏ وَهٰكَذَا نَكْتَشِفُ حَقَائِقَ «جَدِيدَةً».‏ (‏يش ١:‏٨،‏ ٩؛‏ مز ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَدَدِهَا ٱلْأَوَّلِ فِي تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ ١٨٧٩ أَنَّ ٱلْحَقَّ يُشْبِهُ زَهْرَةً صَغِيرَةً يُحِيطُ بِهَا ٱلْعُشْبُ ٱلضَّارُّ وَيَكَادُ يَخْنُقُهَا.‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْهَا كَيْ نَجِدَهَا.‏ وَعَلَيْنَا أَنْ نَنْحَنِيَ لِنَقْطِفَهَا.‏ فَلْنَجْمَعِ ٱلْمَزِيدَ وَٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْأَزْهَارِ،‏ أَوِ ٱلْحَقَائِقِ،‏ وَلَا نَكْتَفِ بِزَهْرَةٍ وَاحِدَةٍ.‏

١٥ ‏(‏أ)‏ مَا هِيَ ٱلْحَقَائِقُ ‹ٱلْقَدِيمَةُ›؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ حَقَائِقَ تُقَدِّرُهَا أَنْتَ شَخْصِيًّا؟‏

١٥ وَمَاذَا عَنِ ٱلْحَقَائِقِ ‹ٱلْقَدِيمَةِ›؟‏ إِنَّهَا ٱلْحَقَائِقُ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا عِنْدَمَا بَدَأْنَا بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ مَثَلًا،‏ تَعَلَّمْنَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ وَيَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ،‏ وَأَنَّهُ يَعِدُ ٱلْبَشَرَ بِمُسْتَقْبَلٍ رَائِعٍ.‏ وَعَرَفْنَا أَيْضًا أَنَّهُ بَذَلَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً لِيُحَرِّرَنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.‏ كَمَا فَهِمْنَا أَنَّ مَلَكُوتَهُ سَيُنْهِي ٱلْعَذَابَ وَٱلْأَلَمَ وَأَنَّنَا سَنَعِيشُ تَحْتَ حُكْمِهِ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ يو ٣:‏١٦؛‏ رؤ ٤:‏١١؛‏ ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ حِينَ يَتَعَدَّلُ فَهْمُنَا؟‏

١٦ أَحْيَانًا،‏ يَتَعَدَّلُ فَهْمُنَا لِإِحْدَى نُبُوَّاتِ أَوْ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَأْخُذَ وَقْتَنَا فِي دَرْسِ ٱلْمَفْهُومِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏اع ١٧:‏١١؛‏ ١ تي ٤:‏١٥‏)‏ وَلَا يَجِبُ أَنْ نَكْتَفِيَ بِمَعْرِفَةِ ٱلتَّعْدِيلِ،‏ بَلْ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَفْهَمَ أَسْبَابَهُ بِٱلتَّفْصِيلِ.‏ وَهٰكَذَا نَزِيدُ عَلَى مَكْنِزِنَا فِي كُلِّ مَرَّةٍ جَوْهَرَةً جَدِيدَةً.‏ وَلِمَ ذٰلِكَ ضَرُورِيٌّ؟‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

١٧ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُذَكِّرُنَا بِمَا تَعَلَّمْنَاهُ.‏ (‏يو ١٤:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَثْنَاءَ ٱلْبِشَارَةِ.‏ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْأَخِ بِيتِر.‏ عَامَ ١٩٧٠،‏ بَدَأَ ٱلْخِدْمَةَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بَرِيطَانِيَا بِعُمْرِ ١٩ سَنَةً.‏ وَأَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ ٱلْتَقَى رَجُلًا فِي خَمْسِينِيَّاتِهِ.‏ وَسَأَلَهُ إِنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْمَزِيدَ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَٱسْتَغْرَبَ ٱلرَّجُلُ وَقَالَ لَهُ إِنَّهُ حَاخَامٌ يَهُودِيٌّ.‏ ثُمَّ سَأَلَهُ لِيَمْتَحِنَهُ:‏ «بِأَيِّ لُغَةٍ كُتِبَ سِفْرُ دَانِيَالَ؟‏».‏ فَأَجَابَهُ ٱلْأَخُ:‏ «كُتِبَ جُزْءٌ مِنْهُ بِٱلْأَرَامِيَّةِ».‏ وَيَتَذَكَّرُ بِيتِر قَائِلًا:‏ «تَفَاجَأَ ٱلْحَاخَامُ لِأَنِّي عَرَفْتُ ٱلْجَوَابَ.‏ حَتَّى أَنَا ٱسْتَغْرَبْتُ ذٰلِكَ جِدًّا.‏ وَلٰكِنْ حِينَ عُدْتُ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ فَتَّشْتُ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!‏.‏ فَوَجَدْتُ مَقَالَةً تَذْكُرُ أَنَّ جُزْءًا مِنْ سِفْرِ دَانِيَالَ كُتِبَ بِٱلْأَرَامِيَّةِ».‏ * وَهٰكَذَا نَرَى أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُذَكِّرُنَا بِمَا قَرَأْنَاهُ سَابِقًا وَخَزَنَّاهُ فِي مَكْنِزِنَا.‏ —‏ لو ١٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٢١:‏١٣-‏١٥‏.‏

١٨ وَحِينَ نُقَدِّرُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ،‏ نَرْغَبُ فِي تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُجَهِّزُنَا جَيِّدًا لِتَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ.‏

حَافِظْ عَلَى كُنُوزِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ

١٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى تَقْدِيرِنَا لِلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

١٩ يَسْعَى ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ إِلَى إِضْعَافِ مَحَبَّتِنَا لِلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَإِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ يُمْكِنُ لِلْوَظِيفَةِ ٱلْمُرْبِحَةِ،‏ ٱلْعَيْشِ بِرَفَاهِيَةٍ،‏ أَوِ ٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ أَنْ تُغْرِيَنَا بِسُهُولَةٍ.‏ لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا حَذَّرَنَا أَنَّ ٱلْعَالَمَ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتَهُ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُحَافِظَ عَلَى مَحَبَّتِنَا وَتَقْدِيرِنَا لِلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏

٢٠ كَيْفَ تَحْمِي كُنُوزَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ؟‏

٢٠ إِذًا،‏ تَجَنَّبْ كُلَّ مَا يُضْعِفُ مَحَبَّتَكَ لِلْمَلَكُوتِ.‏ أَحِبَّ ٱلْخِدْمَةَ وَٱسْتَمِرَّ فِيهَا بِغَيْرَةٍ.‏ اِبْحَثْ عَنِ ٱلْحَقَائِقِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَهٰكَذَا تَكْنِزُ لِنَفْسِكَ ‹كَنْزًا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ حَيْثُ لَا يَقْتَرِبُ سَارِقٌ وَلَا يُفْسِدُ عُثٌّ.‏ فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ،‏ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا›.‏ —‏ لو ١٢:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

^ ‎الفقرة 17‏ فِي ٱلْأَصْلِ،‏ كُتِبَتْ دَانِيَال ٢:‏٤ب إِلَى ٧:‏٢٨ بِٱلْأَرَامِيَّةِ.‏