الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كيف تنجح في مقاومة الاغراء؟‏

كيف تنجح في مقاومة الاغراء؟‏

‏«لم يكن في نيّتي ان ابحث عن مواد اباحية.‏ ولكن فيما رحت اتصفح الانترنت،‏ ظهر امامي فجأة اعلان مثير.‏ ودون ان ادري،‏ وقعت في الفخ ونقرت على زر الدخول».‏ —‏ رامي.‏ *

‏«بدأت تغويني فتاة جذابة هي زميلة لي في العمل.‏ وذات يوم،‏ عرضت علي ان نذهب الى فندق كي ‹نتسلى معا›.‏ ادركت على الفور ماذا ارادت».‏ —‏ غسان.‏

‏«اغراؤها لا يُقاوم».‏ هذه العبارة التي نسمعها احيانا تظهر ان بعض الناس يميلون في قرارة انفسهم الى الاستسلام للإغراء.‏ اما البعض الآخر فيعتبرونه خصما عنيدا يتوقون الى الانتصار عليه.‏ فماذا عنك؟‏ هل تضعف امام الاغراء ام تقاومه؟‏ وماذا يحسن بك ان تفعل؟‏

طبعا،‏ لا تؤدي كل الاغراءات الى مشاكل خطيرة.‏ فاختلاس قطعة اضافية من البقلاوة لن يحطم حياتك.‏ لكنّ الانقياد لإغراءات اخرى،‏ وخصوصا الإغراءات المؤدية الى الفسق،‏ تتأتى عنه عواقب وخيمة.‏ يحذّر الكتاب المقدس:‏ «الزاني .‏ .‏ .‏ يفتقر الى الادراك السليم،‏ وكل من يرتكب الزنى يدمر نفسه».‏ —‏ امثال ٦:‏٣٢،‏ ٣٣‏،‏ كتاب الحياة ‏—‏ ترجمة تفسيرية.‏

فكيف يجب ان تتصرف اذا واجهت تجربة تغويك بالخلاعة؟‏ يجيب الكتاب المقدس:‏ «هذه هي مشيئة الله:‏ تقديسكم،‏ اي ان تمتنعوا عن العهارة،‏ وأن يعرف كل واحد منكم كيف يقتني اناءه [اي جسده] الخاص بقداسة وكرامة».‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ ولكن كيف تنمي قوة الارادة؟‏ تأمل في الخطوات الثلاث التالية.‏

الخطوة الاولى:‏ احفظ عينيك

ان اشباع عيوننا بالصور الشهوانية يؤجج رغباتنا الخاطئة.‏ وقد حذّر يسوع مؤكدا على العلاقة بين النظر والرغبة:‏ «كل من يداوم على النظر الى امرأة ليشتهيها،‏ فقد زنى بها في قلبه».‏ ثم استخدم الغلو للتعبير عن مقصده قائلا:‏ «إن كانت عينك اليمنى تعثرك،‏ فاقلعها وألقها عنك».‏ (‏متى ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وماذا قصد يسوع؟‏ اذا اردنا مقاومة الاغراء ينبغي ان نتصرف بحزم وألا نمعن النظر في الصور الفاضحة.‏

اذا وقع نظرك على صور فاحشة،‏ فحوِّل عينيك على الفور

للايضاح،‏ تخيل انك لمحت ضوءا يبهر العينين منبعثا من مشعل تلحيم الحديد.‏ فهل تستمر في التحديق اليه؟‏ طبعا لا!‏ بل تدير رأسك او تحجب بصرك لتحمي عينيك.‏ على نحو مشابه،‏ اذا وقع نظرك على مشاهد فاحشة،‏ سواء كانت حية او في صور مطبوعة او على الشاشة،‏ فحوِّل عينيك على الفور.‏ احمِ ذهنك من تأثيرها المفسد.‏ يقول وائل،‏ مدمن سابق على مشاهدة المواد الاباحية:‏ «عندما ارى امرأة جميلة،‏ غالبا ما اشعر برغبة في النظر اليها مرة بعد اخرى.‏ لكني اجبر عينيّ على النظر بعيدا وأقول لنفسي:‏ ‹صلِّ ليهوه!‏ فأنت الآن بحاجة ماسة الى الصلاة›.‏ وبعد ان اصلي،‏ سرعان ما تتلاشى النزوة».‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٣؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

لاحظ ايضا ما قاله الرجل الامين ايوب:‏ «عهدا قطعت مع عينيّ.‏ فكيف اتطلع في عذراء؟‏».‏ (‏ايوب ٣١:‏١‏)‏ فلمَ لا تقطع عهدا مماثلا؟‏

جرِّب ما يلي:‏ اذا لمحت صورا مثيرة فحوّل نظرك بسرعة.‏ تمثّل بصاحب المزمور الذي طلب من الله:‏ «حوِّل عينيّ عن النظر الى الباطل».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٣٧‏.‏

الخطوة الثانية:‏ احفظ افكارك

بما اننا جميعا ناقصون،‏ نصارع في بعض الاحيان الرغبات الخاطئة.‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «كل واحد يُمتحن اذا اجتذبته وأغرته شهوته.‏ ثم الشهوة متى خصبت تلد خطية».‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فكيف تتجنب دخول هذه الدوامة؟‏

عندما تراودك افكار خاطئة،‏ اطردها من ذهنك وصلِّ الى الله

حين تنتابك الرغبات الخاطئة،‏ تذكر انك لست مغلوبا على امرك.‏ لذا حارب هذه الرغبات.‏ اطردها من تفكيرك.‏ لا تسترسل في التخيلات الفاسقة.‏ يروي عماد الذي كان مهووسا بمشاهدة المواد الاباحية على الانترنت:‏ «جاهدت كي اتخلص من الافكار الخاطئة وأركز على الافكار الايجابية.‏ الا ان الامر لم يكن سهلا.‏ فقد انتكست مرارا وتكرارا.‏ لكني تعلمت اخيرا ان اسيطر على تفكيري».‏ وتتذكر اليسار التي صارعت خلال مراهقتها الاغراءات الفاسقة:‏ «شغلت نفسي وصليت الى يهوه،‏ فنجحت في التصدي للأفكار الخاطئة».‏

جرِّب ما يلي:‏ عندما تراودك افكار فاسدة،‏ اطردها من ذهنك حالا وصلِّ الى الله.‏ حارب الافكار الخاطئة مالئا عقلك «كل ما هو حق،‏ كل ما هو جليل،‏ كل ما هو بار،‏ كل ما هو عفيف،‏ كل ما هو مستحَب،‏ كل ما ذكره حسن،‏ ان كانت فضيلة وإن كان ما يستحق المدح».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٨‏.‏

الخطوة الثالثة:‏ احفظ خطواتك

حينما تجتمع الرغبة والاغراء والفرصة السانحة،‏ سرعان ما تنشأ المتاعب.‏ (‏امثال ٧:‏٦-‏٢٣‏)‏ فكيف تتفادى هذا الشرك؟‏

‏«لا اتصفح الانترنت الا بحضور الآخرين»‏

يقدّم الكتاب المقدس هذه النصيحة الحكيمة:‏ «النبيه يرى البلية فيختبئ،‏ اما قليلو الخبرة فيعبرون وينالون الجزاء».‏ (‏امثال ٢٢:‏٣‏)‏ فاحفظ خطواتك.‏ توقع الاوضاع التي قد تثير المتاعب واسعَ الى تجنبها.‏ (‏امثال ٧:‏٢٥‏)‏ يقول روني الذي تخطى ادمانه على المواد الاباحية:‏ «وضعت كمبيوتر العائلة على مرأى من الجميع،‏ واستخدمت برنامجا يحجب المواقع الاباحية.‏ وأنا لا اتصفح الانترنت الا بحضور الآخرين».‏ يعلّق ايضا عماد المذكور آنفا:‏ «اتجنب مشاهدة الافلام الخلاعية ومعاشرة الذين يتكلمون بوقاحة عن المسائل الجنسية.‏ فأنا لا اريد ان اعرّض نفسي للاذى».‏

جرِّب ما يلي:‏ حدّد بصدق مواطن ضعفك وخطِّط مسبقا لتجنب الاوضاع التي قد توقعك في التجربة.‏ —‏ متى ٦:‏١٣‏.‏

لا ترمِ سلاحك!‏

ماذا لو بذلت قصارى جهدك لكنك ضعفت ورضخت للإغراء؟‏ لا تيأس وتتوقف عن المحاولة.‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «قد يسقط البار سبع مرات،‏ لكنه يقوم».‏ (‏امثال ٢٤:‏١٦‏)‏ نعم،‏ يشجعنا ابونا السماوي ان ‹نقوم›.‏ فهل تقبل مساعدته الحبية؟‏ اذًا،‏ لا تكلّ عن الالتفات اليه في الصلاة.‏ ابنِ ايمانك بدرس كلمته.‏ قوِّ عزيمتك من خلال حضور الاجتماعات المسيحية.‏ وتشجع بوعد الله:‏ «أشددك وأعينك».‏ —‏ اشعيا ٤١:‏١٠‏.‏

يعترف رامي المذكور في مستهل المقالة:‏ «بذلت جهودا جبارة لأتغلب على عادة مشاهدة المواد الاباحية.‏ صحيح انني خسرت معارك عديدة،‏ لكن النصر حالفني اخيرا بمساعدة يهوه».‏ ويقول غسان الآنف الذكر:‏ «كان من السهل ان امارس الجنس مع زميلتي في العمل.‏ لكني اتخذت موقفا حازما ورفضت عرضها رفضا قاطعا.‏ وأنا مسرور جدا لأن ضميري مرتاح.‏ والاهم من ذلك ان يهوه فخور بي».‏

اذا اتخذت موقفا حازما وقاومت الاغراء،‏ فكن على ثقة ان الله سيكون فخورا بك انت ايضا.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

^ ‎الفقرة 2‏ الاسماء الواردة في هذه المقالة مستعارة.‏