الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ما السبيل الى نيل غفران يهوه؟‏

ما السبيل الى نيل غفران يهوه؟‏

‏«يَهْوَهُ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ .‏ .‏ .‏ يَعْفُو عَنِ ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّعَدِّي وَٱلْخَطِيَّةِ».‏ —‏ خر ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ صِفَاتٍ أَعْرَبَ عَنْهَا يَهْوَهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

أَيَّامَ نَحَمْيَا،‏ ٱعْتَرَفَ فَرِيقٌ مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ فِي صَلَاةٍ عَلَنِيَّةٍ أَنَّ آبَاءَهُمْ «أَبَوْا أَنْ يَسْمَعُوا» لِوَصَايَا يَهْوَهَ.‏ لكِنَّهُ كَانَ يَغْفِرُ لَهُمْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى لِأَنَّهُ «إِلٰهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ».‏ وَقَدْ بَقِيَ يُعْرِبُ عَنْ لُطْفِهِ ٱلْحُبِّيِّ هذَا لِلْمَسْبِيِّينَ ٱلْعَائِدِينَ آنَذَاكَ.‏ —‏ نح ٩:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٢ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹كَيْفَ أَنَالُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟‏›.‏ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ ٱلْمُهِمِّ،‏ لِنَتَفَحَّصْ مَعًا مِثَالَ ٱلْمَلِكَيْنِ دَاوُدَ وَمَنَسَّى وَنَسْتَشِفَّ دُرُوسًا عَنْ غُفْرَانِ يَهْوَهَ.‏

دَاوُدُ يُخْطِئُ بِشَكْلٍ فَادِحٍ

٣-‏٥ أَيُّ خَطِيَّتَيْنِ خَطِيرَتَيْنِ ٱرْتَكَبَهُمَا دَاوُدُ؟‏

٣ كَانَ دَاوُدُ رَجُلًا تَقِيًّا يَخَافُ ٱللهَ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ ٱقْتَرَفَ خَطَايَا خَطِيرَةً،‏ ٱثْنَتَانِ مِنْهَا لَهُمَا عَلَاقَةٌ بِأُورِيَّا وَزَوْجَتِهِ بَثْشَبَعَ.‏ وَقَدْ جَرَّتْ فَعْلَتُهُ هذِهِ عَوَاقِبَ أَلِيمَةً عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَفْسِهِ أَيْضًا.‏ لكِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي أَدَّبَهُ بِهَا يَهْوَهُ تَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ غُفْرَانِهِ.‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ.‏

٤ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ جَيْشَهُ لِيُحَاصِرُوا رَبَّةَ،‏ عَاصِمَةَ بِلَادِ ٱلْعَمُّونِيِّينَ،‏ ٱلْوَاقِعَةَ عَلَى بُعْدِ نَحْوِ ٨٠ كِيلُومِتْرًا شَرْقَ أُورُشَلِيمَ عَبْرَ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ.‏ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ حَدَثَ أَنَّهُ خَرَجَ لِيَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ قَصْرِهِ فِي أُورُشَلِيمَ وَرَأَى بَثْشَبَعَ تَسْتَحِمُّ،‏ فَأَثَارَتْهُ رُؤْيَتُهَا جِدًّا.‏ وَإِذْ كَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا،‏ طَلَبَ أَنْ يُؤْتَى بِهَا إِلَيْهِ وَٱرْتَكَبَ ٱلزِّنَى مَعَهَا.‏ —‏ ٢ صم ١١:‏١-‏٤‏.‏

٥ وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهَا حَامِلٌ،‏ أَرْسَلَ فِي طَلَبِ زَوْجِهَا مِنْ جَبْهَةِ ٱلْقِتَالِ،‏ آمِلًا أَنْ تُسْتَرَ خَطِيَّتُهُ إِنِ ٱضْطَجَعَ أُورِيَّا مَعَ زَوْجَتِهِ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْأَخِيرَ أَبَى حَتَّى ٱلدُّخُولَ إِلَى بَيْتِهِ،‏ رَغْمَ جُهُودِ دَاوُدَ ٱلْحَثِيثَةِ لِإِقْنَاعِهِ بِذلِكَ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ كَتَبَ دَاوُدُ سِرًّا إِلَى قَائِدِ جَيْشِهِ وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَضَعَ أُورِيَّا «فِي ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ حَيْثُ يَكُونُ ٱلْقِتَالُ شَدِيدًا» وَيَتَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ.‏ فَبَاتَ هَدَفًا سَهْلًا لِلْأَعْدَاءِ،‏ وَمَا لَبِثَ أَنْ لَاقَى مَصْرَعَهُ.‏ (‏٢ صم ١١:‏١٢-‏١٧‏)‏ وَهكَذَا،‏ لَمْ يَرْتَكِبْ دَاوُدُ ٱلزِّنَى فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَسَبَّبَ أَيْضًا بِمَقْتَلِ رَجُلٍ بَرِيءٍ.‏

دَاوُدُ يُغَيِّرُ مَوْقِفَهُ

٦ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ بَعْدَمَا ٱرْتَكَبَ دَاوُدُ فَعْلَتَهُ،‏ وَمَاذَا يَكْشِفُ ذلِكَ عَنْهُ؟‏

٦ طَبْعًا،‏ رَأَى يَهْوَهُ كُلَّ مَا حَدَثَ؛‏ فَلَا شَيْءَ يَخْفَى عَلَيْهِ.‏ (‏ام ١٥:‏٣‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ تَزَوَّجَ بَعْدَ ذلِكَ بِبَثْشَبَعَ،‏ فَإِنَّ «مَا فَعَلَهُ .‏ .‏ .‏ سَاءَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ».‏ (‏٢ صم ١١:‏٢٧‏)‏ فَكَيْفَ عَالَجَ يَهْوَهُ ٱلْمَسْأَلَةَ؟‏ بِمَا أَنَّهُ إِلهٌ غَفُورٌ،‏ أَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِيَّهُ نَاثَانَ كَيْ يَجِدَ عَلَى مَا يَبْدُو أَسَاسًا لِيُعْرِبَ لَهُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ أَفَلَا تَرَى فِي مَوْقِفِهِ هذَا أَمْرًا مُشَجِّعًا؟‏ فَهُوَ لَمْ يُجْبِرْ دَاوُدَ أَنْ يَعْتَرِفَ بِخَطِيَّتِهِ،‏ بَلْ طَلَبَ مِنْ نَاثَانَ أَنْ يُخْبِرَهُ قِصَّةً تُظْهِرُ لَهُ فَدَاحَةَ فَعْلَتِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ٢ صموئيل ١٢:‏١-‏٤‏.‏‏)‏ وَكَمْ كَانَ أُسْلُوبُهُ هذَا فَعَّالًا لِٱكْتِشَافِ حَقِيقَةِ مَشَاعِرِ دَاوُدَ!‏

٧ كَيْفَ تَجَاوَبَ دَاوُدُ بَعْدَمَا سَمِعَ رِوَايَةَ نَاثَانَ؟‏

٧ حَرَّكَتْ رِوَايَةُ نَاثَانَ إِحْسَاسَ ٱلْمَلِكِ بِٱلْعَدْلِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَاءَ جِدًّا مِنْ مَوْقِفِ ٱلرَّجُلِ ٱلْغَنِيِّ وَقَالَ لِنَاثَانَ:‏ «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ،‏ إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلْفَاعِلَ ذٰلِكَ يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ».‏ كَمَا أَكَّدَ أَنَّهُ يَنْبَغِي ٱلتَّعْوِيضُ عَلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْمَظْلُومِ.‏ وَمَا كَادَ يُكْمِلُ حَدِيثَهُ حَتَّى أَجَابَهُ نَاثَانُ:‏ «أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!‏».‏ فَنَزَلَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَلَيْهِ نُزُولَ ٱلصَّاعِقَةِ.‏ أَيْضًا،‏ أَخْبَرَهُ ٱلنَّبِيُّ أَنَّهُ سَيُعَانِي عَاقِبَةَ أَفْعَالِهِ.‏ فَٱلسَّيْفُ لَنْ يُفَارِقَ بَيْتَهُ،‏ وَٱلْبَلِيَّةُ سَتُصِيبُ عَائِلَتَهُ،‏ وَٱلْعَارُ سَيَلْحَقُ بِهِ عَلَانِيَةً.‏ وَإِذْ أَدْرَكَ دَاوُدُ خُطُورَةَ مَا ٱقْتَرَفَهُ،‏ ٱعْتَرَفَ بِنَدَمٍ شَدِيدٍ:‏ «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى يَهْوَهَ».‏ —‏ ٢ صم ١٢:‏٥-‏١٤‏.‏

يَهْوَهُ يَغْفِرُ لِدَاوُدَ

٨،‏ ٩ كَيْفَ يَكْشِفُ ٱلْمَزْمُور ٥١ مَشَاعِرَ دَاوُدَ تِجَاهَ خَطَايَاهُ،‏ وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا عَنْ يَهْوَهَ؟‏

٨ إِثْرَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ،‏ نَظَمَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ تَرْنِيمَةً ضَمَّنَهَا إِحْسَاسَهُ ٱلشَّدِيدَ بِٱلنَّدَمِ.‏ فَفِي ٱلْمَزْمُور ٥١‏،‏ نَجِدُ ٱلْتِمَاسَاتِهِ ٱلْمُؤَثِّرَةَ ٱلَّتِي تُبَيِّنُ أَنَّهُ لَمْ يَعْتَرِفْ بِخَطَايَاهُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تَابَ أَيْضًا تَوْبَةً صَادِقَةً.‏ وَإِذْ كَانَتْ عَلَاقَتُهُ بِٱللهِ هَمَّهُ ٱلْأَوَّلَ،‏ ٱعْتَرَفَ لِيَهْوَهَ:‏ «إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ».‏ ثُمَّ نَاشَدَهُ قَائِلًا:‏ «قَلْبًا نَقِيًّا ٱخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ،‏ وَرُوحًا ثَابِتًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي .‏ .‏ .‏ رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلَاصِكَ،‏ وَمُدَّنِي بِرُوحٍ رَاغِبَةٍ».‏ (‏مز ٥١:‏١-‏٤،‏ ٧-‏١٢‏)‏ فَهَلْ تَعْتَرِفُ أَنْتَ أَيْضًا لِيَهْوَهَ بِأَخْطَائِكَ بِكُلِّ صِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ؟‏

٩ لَمْ يَحْمِ يَهْوَهُ دَاوُدَ مِنَ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِأَفْعَالِهِ،‏ بَلْ بَقِيَتْ تُرَافِقُهُ بَاقِيَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ.‏ وَلكِنْ لِأَنَّ دَاوُدَ ٱمْتَلَكَ ‹قَلْبًا مُنْكَسِرًا وَمُنْسَحِقًا›،‏ أَيْ أَعْرَبَ عَنْ مَوْقِفٍ تَائِبٍ،‏ غَفَرَ لَهُ يَهْوَهُ خَطَايَاهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ٣٢:‏٥؛‏ مز ٥١:‏١٧‏)‏ فَٱللهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُدْرِكُ حَقِيقَةَ ٱلدَّوَافِعِ وَٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي تُوقِعُ ٱلْمَرْءَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ.‏ لِذلِكَ،‏ عِوَضَ أَنْ يَدَعَ قُضَاةً بَشَرًا يَحْكُمُونَ بِٱلْمَوْتِ عَلَى دَاوُدَ وَبَثْشَبَعَ بِمُقْتَضَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ ٱخْتَارَ أَنْ يُعَالِجَ ٱلْقَضِيَّةَ هُوَ بِنَفْسِهِ مُعْرِبًا لَهُمَا عَنْ رَحْمَتِهِ.‏ (‏لا ٢٠:‏١٠‏)‏ حَتَّى إِنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَ ٱبْنَهُمَا سُلَيْمَانَ لِيَخْلُفَ أَبَاهُ فِي ٱلْمُلْكِ عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ —‏ ١ اخ ٢٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١٠ ‏(‏أ)‏ أَيُّ سَبَبٍ آخَرَ رُبَّمَا جَعَلَ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لِدَاوُدَ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَهُ لِنَنَالَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟‏

١٠ لَعَلَّ ٱلسَّبَبَ ٱلْآخَرَ لِنَيْلِ دَاوُدَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ هُوَ إِعْرَابُهُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِشَاوُلَ.‏ (‏١ صم ٢٤:‏٤-‏٧‏)‏ فَيَهْوَهُ يُعَامِلُنَا كَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا.‏ فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،‏ وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ».‏ (‏مت ٧:‏١،‏ ٢‏)‏ فَكَمْ نَطْمَئِنُّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِنَا،‏ حَتَّى ٱلْخَطِيرَةِ مِنْهَا كَٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ!‏ لكِنَّهُ يَفْعَلُ ذلِكَ شَرْطَ أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ،‏ نَعْتَرِفَ لَهُ بِخَطَايَانَا،‏ وَنُغَيِّرَ مَوْقِفَنَا بِتَبَنِّي نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلذُّنُوبِ ٱلَّتِي نَقْتَرِفُهَا.‏ وَحِينَ نَتُوبُ تَوْبَةً أَصِيلَةً،‏ يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ ‹أَوْقَاتَ ٱنْتِعَاشٍ›،‏ بِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ اعمال ٣:‏١٩‏.‏

مَنَسَّى يَقْتَرِفُ خَطَايَا جَسِيمَةً وَيَتُوبُ

١١ كَيْفَ فَعَلَ مَنَسَّى مَا هُوَ شَرٌّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟‏

١١ تَأَمَّلْ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مَذْكُورَةٍ فِي صَفَحَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَتَجَلَّى مِنْ خِلَالِهَا مَدَى ٱسْتِعْدَادِ يَهْوَهَ لِيَصْفَحَ عَنْ خَطَايَانَا.‏ فَبَعْدَ حَوَالَيْ ٣٦٠ سَنَةً مِنْ بِدَايَةِ حُكْمِ دَاوُدَ،‏ نُصِّبَ مَنَسَّى مَلِكًا عَلَى يَهُوذَا وَحَكَمَ مُدَّةَ ٥٥ سَنَةً.‏ وَقَدِ ٱرْتَكَبَ مَكَارِهَ كَثِيرَةً أَدَانَهُ عَلَيْهَا يَهْوَهُ.‏ مَثَلًا،‏ أَقَامَ مَذَابِحَ لِلْبَعْلِ،‏ عَبَدَ «كُلَّ جُنْدِ ٱلسَّمٰوَاتِ»،‏ أَمَرَّ بَنِيهِ بِٱلنَّارِ،‏ وَرَوَّجَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ «أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ لِإِغَاظَتِهِ».‏ —‏ ٢ اخ ٣٣:‏١-‏٦‏.‏

١٢ كَيْفَ رَجَعَ مَنَسَّى إِلَى يَهْوَهَ؟‏

١٢ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ،‏ أُخِذَ مَنَسَّى أَسِيرًا إِلَى بَابِلَ حَيْثُ زُجَّ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ وَلَعَلَّهُ تَذَكَّرَ هُنَاكَ كَلِمَاتِ مُوسَى إِلَى إِسْرَائِيلَ:‏ «إِذَا ضَاقَ بِكَ ٱلْأَمْرُ وَأَصَابَتْكَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ،‏ فَعِنْدَئِذٍ يَجِبُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى يَهْوَهَ إِلٰهِكَ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ».‏ (‏تث ٤:‏٣٠‏)‏ فَعَمِلَ مَنَسَّى بِهذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ وَرَجَعَ إِلَى يَهْوَهَ.‏ كَيْفَ؟‏ لَقَدْ «تَوَاضَعَ جِدًّا» وَ «صَلَّى» إِلَى ٱللهِ بِحَرَارَةٍ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢١.‏)‏ (‏٢ اخ ٣٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَا هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا مَنَسَّى فِي صَلَاتِهِ.‏ فَلَرُبَّمَا ٱسْتَخْدَمَ تَعَابِيرَ تُشْبِهُ تَعَابِيرَ دَاوُدَ فِي ٱلْمَزْمُور ٥١‏.‏ إِلَّا أَنَّ مَا نَعْرِفُهُ يَقِينًا هُوَ أَنَّ قَلْبَهُ تَغَيَّرَ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا.‏

١٣ لِمَاذَا غَفَرَ يَهْوَهُ لِمَنَسَّى؟‏

١٣ وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ لِصَلَوَاتِ مَنَسَّى؟‏ نَعَمْ،‏ فَقَدْ «سَمِعَ ٱلْتِمَاسَهُ ٱلرِّضَى».‏ فَعَلَى غِرَارِ دَاوُدَ،‏ ٱعْتَرَفَ مَنَسَّى بِجَسَامَةِ خَطَايَاهُ وَتَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً.‏ لِذَا غَفَرَ لَهُ ٱللهُ وَرَدَّهُ إِلَى مُلْكِهِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ «عَرَفَ مَنَسَّى أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱللهُ».‏ (‏٢ اخ ٣٣:‏١٣‏)‏ فَكَمْ مِنَ ٱلْمُعَزِّي أَنْ نَرَى دَلِيلًا إِضَافِيًّا عَلَى أَنَّ إِلهَنَا ٱلرَّحِيمَ يُسَامِحُ ٱلَّذِينَ يَتُوبُونَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ!‏

غَفَرَ يَهْوَهُ لِمَنَسَّى وَأَعَادَهُ إِلَى مُلْكِهِ فِي أُورُشَلِيمَ

هَلْ غُفْرَانُ يَهْوَهَ لَا حُدُودَ لَهُ؟‏

١٤ مَا ٱلَّذِي يَدْفَعُ يَهْوَهَ أَنْ يَصْفَحَ عَنْ ذُنُوبِنَا؟‏

١٤ قَلِيلُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْتِمَاسِ غُفْرَانِهِ لِخَطَايَا فَادِحَةٍ كَٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا دَاوُدُ وَمَنَسَّى.‏ لكِنَّ نَيْلَهُمَا غُفْرَانَ يَهْوَهَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَصْفَحَ عَنْ ذُنُوبِنَا،‏ حَتَّى ٱلْخَطِيرَةِ مِنْهَا،‏ إِذَا أَعْرَبْنَا عَنْ تَوْبَةٍ أَصِيلَةٍ.‏

١٥ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ غُفْرَانَ يَهْوَهَ لَيْسَ بِلَا حُدُودٍ؟‏

١٥ وَهَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ غُفْرَانَ يَهْوَهَ لَا حُدُودَ لَهُ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ بُغْيَةَ إِيضَاحِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ،‏ لِنُقَارِنْ مَوْقِفَ دَاوُدَ وَمَنَسَّى بِمَوْقِفِ ٱلتَّمَرُّدِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ ٱلشَّعْبُ فِي مَمْلَكَتَيْ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا.‏ فَقَدْ تَجَاوَبَ دَاوُدُ مَعَ نَاثَانَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ يَهْوَهُ إِلَيْهِ لِيُعْطِيَهُ فُرْصَةً كَيْ يُغَيِّرَ مَوْقِفَهُ.‏ وَتَابَ مَنَسَّى تَوْبَةً صَادِقَةً حِينَ ضَاقَ بِهِ ٱلْأَمْرُ.‏ أَمَّا شَعْبُ مَمْلَكَتَيْ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا فَغَالِبًا مَا أَعْرَبُوا عَنْ مَوْقِفٍ غَيْرِ تَائِبٍ.‏ لِذلِكَ لَمْ يُسَامِحْهُمْ يَهْوَهُ،‏ بَلْ أَرْسَلَ أَنْبِيَاءَهُ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً لِيُعْلِنُوا عَدَمَ رِضَاهُ عَنْ مَسْلَكِهِمِ ٱلْمُتَمَرِّدِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ نحميا ٩:‏٣٠‏.‏‏)‏ حَتَّى بَعْدَ أَنْ عَادَ ٱلْمَسْبِيُّونَ ٱلْيَهُودُ مِنْ بَابِلَ إِلَى مَوْطِنِهِمِ،‏ ٱسْتَمَرُّوا فِي تَجَاهُلِ شَرِيعَةِ إِلهِهِمْ.‏ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ يَهْوَهُ تَكْرَارًا تَحْذِيرَاتٍ بِوَاسِطَةِ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ كَٱلْكَاهِنِ عَزْرَا وَٱلنَّبِيِّ مَلَاخِي.‏ وَمَا كَانُوا يَفْرَحُونَ إِلَّا حِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ وَصَايَاهُ.‏ —‏ نح ١٢:‏٤٣-‏٤٧‏.‏

١٦ ‏(‏أ)‏ مَا هِيَ نَتِيجَةُ مَوْقِفِ عَدَمِ ٱلتَّوْبَةِ ٱلَّذِي أَعْرَبَتْ عَنْهُ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٌ أَمَامَ ٱلْأَفْرَادِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ؟‏

١٦ عِنْدَمَا أَتَى يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ تَحَدَّثَ عَنْ أُورُشَلِيمَ بِكَلِمَاتٍ تَعْكِسُ مَشَاعِرَ أَبِيهِ،‏ قَائِلًا:‏ «يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا!‏ كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا!‏ وَلَمْ تُرِيدُوا».‏ لِذَا أَعْلَنَ:‏ «هَا هُوَ بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ».‏ (‏مت ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وَهكَذَا،‏ حَلَّتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ مَحَلَّ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ وَغَيْرِ ٱلتَّائِبَةِ.‏ (‏مت ٢١:‏٤٣؛‏ غل ٦:‏١٦‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْأَفْرَادِ فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ؟‏ إِنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَرْحَمَهُمْ وَيَغْفِرَ لَهُمْ شَرْطَ أَنْ يُمَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِهِ وَبِذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّتِي أَبْطَلَتِ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ.‏ (‏١ يو ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَسَيَمْنَحُ ٱلْفُرْصَةَ عَيْنَهَا لِلَّذِينَ مَاتُوا دُونَ أَنْ يَتُوبُوا عَنْ خَطَايَاهُمْ عِنْدَمَا يُقَامُونَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ —‏ يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اع ٢٤:‏١٥‏.‏

كَيْفَ نَنَالُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ نَحْظَى بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟‏

١٧ بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَامِحَنَا،‏ فَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَحْظَى بِغُفْرَانِهِ؟‏ يَلْزَمُ أَنْ نَحْذُوَ حَذْوَ دَاوُدَ وَمَنَسَّى.‏ فَيَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِخَطَايَانَا،‏ نَتُوبَ عَنْهَا،‏ نَلْتَمِسَ بِحَرَارَةٍ مَغْفِرَةَ يَهْوَهَ،‏ وَنُنَاشِدَهُ أَنْ يَخْلُقَ فِينَا قَلْبًا نَقِيًّا.‏ (‏مز ٥١:‏١٠‏)‏ وَفِي حَالِ ٱرْتَكَبْنَا خَطَأً خَطِيرًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ.‏ (‏يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ظَرْفُنَا،‏ فَمِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ وَلَا يَزَالُ ‹إِلٰهًا رَحِيمًا وَحَنَّانًا،‏ بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرَ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْحَقِّ،‏ يَحْفَظُ ٱللُّطْفَ ٱلْحُبِّيَّ لِأُلُوفٍ،‏ يَعْفُو عَنِ ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّعَدِّي وَٱلْخَطِيَّةِ›.‏ —‏ خر ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٨ فِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا،‏ قَالَ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ إِنَّ خَطَايَاهُمْ هِيَ «كَٱلْقِرْمِزِ»،‏ وَوَعَدَهُمْ بِأَنْ يَجْعَلَهَا «كَٱلثَّلْجِ»،‏ أَيْ أَنْ يَمْحُوَهَا كَامِلًا،‏ إِنْ تَابُوا عَنْهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اشعيا ١:‏١٨‏.‏‏)‏ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْظَى بِعَفْوٍ تَامٍّ لِخَطَايَانَا إِذَا تُبْنَا عَنْهَا تَوْبَةً صَادِقَةً.‏

١٩ مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٩ وَلكِنْ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِلهِنَا ٱلْغَفُورِ يَهْوَهَ؟‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَامِحَ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا إِلَيْنَا أَوِ ٱلَّذِينَ ٱقْتَرَفُوا خَطَايَا خَطِيرَةً وَلكِنَّهُمْ تَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً؟‏ سَتُسَاعِدُنَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ أَنْ نَتَفَحَّصَ مَشَاعِرَنَا بُغْيَةَ ٱلِٱقْتِدَاءِ أَكْثَرَ بِأَبِينَا يَهْوَهَ ٱلَّذِي هُوَ «صَالِحٌ وَغَفُورٌ».‏ —‏ مز ٨٦:‏٥‏.‏