ما السبيل الى نيل غفران يهوه؟
«يَهْوَهُ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ . . . يَعْفُو عَنِ ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّعَدِّي وَٱلْخَطِيَّةِ». — خر ٣٤:٦، ٧.
١، ٢ (أ) أَيُّ صِفَاتٍ أَعْرَبَ عَنْهَا يَهْوَهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
أَيَّامَ نَحَمْيَا، ٱعْتَرَفَ فَرِيقٌ مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ فِي صَلَاةٍ عَلَنِيَّةٍ أَنَّ آبَاءَهُمْ «أَبَوْا أَنْ يَسْمَعُوا» لِوَصَايَا يَهْوَهَ. لكِنَّهُ كَانَ يَغْفِرُ لَهُمْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى لِأَنَّهُ «إِلٰهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ». وَقَدْ بَقِيَ يُعْرِبُ عَنْ لُطْفِهِ ٱلْحُبِّيِّ هذَا لِلْمَسْبِيِّينَ ٱلْعَائِدِينَ آنَذَاكَ. — نح ٩:١٦، ١٧.
٢ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹كَيْفَ أَنَالُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟›. لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ ٱلْمُهِمِّ، لِنَتَفَحَّصْ مَعًا مِثَالَ ٱلْمَلِكَيْنِ دَاوُدَ وَمَنَسَّى وَنَسْتَشِفَّ دُرُوسًا عَنْ غُفْرَانِ يَهْوَهَ.
دَاوُدُ يُخْطِئُ بِشَكْلٍ فَادِحٍ
٣-٥ أَيُّ خَطِيَّتَيْنِ خَطِيرَتَيْنِ ٱرْتَكَبَهُمَا دَاوُدُ؟
٣ كَانَ دَاوُدُ رَجُلًا تَقِيًّا يَخَافُ ٱللهَ. رَغْمَ ذلِكَ، ٱقْتَرَفَ خَطَايَا خَطِيرَةً، ٱثْنَتَانِ مِنْهَا لَهُمَا عَلَاقَةٌ بِأُورِيَّا وَزَوْجَتِهِ بَثْشَبَعَ. وَقَدْ جَرَّتْ فَعْلَتُهُ هذِهِ عَوَاقِبَ أَلِيمَةً عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَفْسِهِ أَيْضًا. لكِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي أَدَّبَهُ بِهَا يَهْوَهُ تَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ غُفْرَانِهِ. لَاحِظْ مَا حَدَثَ.
٤ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ جَيْشَهُ لِيُحَاصِرُوا رَبَّةَ، عَاصِمَةَ بِلَادِ ٱلْعَمُّونِيِّينَ، ٱلْوَاقِعَةَ عَلَى بُعْدِ نَحْوِ ٨٠ كِيلُومِتْرًا شَرْقَ أُورُشَلِيمَ عَبْرَ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ. فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، حَدَثَ أَنَّهُ خَرَجَ لِيَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ قَصْرِهِ فِي أُورُشَلِيمَ وَرَأَى بَثْشَبَعَ تَسْتَحِمُّ، فَأَثَارَتْهُ ٢ صم ١١:١-٤.
رُؤْيَتُهَا جِدًّا. وَإِذْ كَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا، طَلَبَ أَنْ يُؤْتَى بِهَا إِلَيْهِ وَٱرْتَكَبَ ٱلزِّنَى مَعَهَا. —٥ وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهَا حَامِلٌ، أَرْسَلَ فِي طَلَبِ زَوْجِهَا مِنْ جَبْهَةِ ٱلْقِتَالِ، آمِلًا أَنْ تُسْتَرَ خَطِيَّتُهُ إِنِ ٱضْطَجَعَ أُورِيَّا مَعَ زَوْجَتِهِ. لكِنَّ هذَا ٱلْأَخِيرَ أَبَى حَتَّى ٱلدُّخُولَ إِلَى بَيْتِهِ، رَغْمَ جُهُودِ دَاوُدَ ٱلْحَثِيثَةِ لِإِقْنَاعِهِ بِذلِكَ. عِنْدَئِذٍ، كَتَبَ دَاوُدُ سِرًّا إِلَى قَائِدِ جَيْشِهِ وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَضَعَ أُورِيَّا «فِي ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ حَيْثُ يَكُونُ ٱلْقِتَالُ شَدِيدًا» وَيَتَرَاجَعُوا مِنْ وَرَائِهِ. فَبَاتَ هَدَفًا سَهْلًا لِلْأَعْدَاءِ، وَمَا لَبِثَ أَنْ لَاقَى مَصْرَعَهُ. (٢ صم ١١:١٢-١٧) وَهكَذَا، لَمْ يَرْتَكِبْ دَاوُدُ ٱلزِّنَى فَحَسْبُ، بَلْ تَسَبَّبَ أَيْضًا بِمَقْتَلِ رَجُلٍ بَرِيءٍ.
دَاوُدُ يُغَيِّرُ مَوْقِفَهُ
٦ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ بَعْدَمَا ٱرْتَكَبَ دَاوُدُ فَعْلَتَهُ، وَمَاذَا يَكْشِفُ ذلِكَ عَنْهُ؟
٦ طَبْعًا، رَأَى يَهْوَهُ كُلَّ مَا حَدَثَ؛ فَلَا شَيْءَ يَخْفَى عَلَيْهِ. (ام ١٥:٣) وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ تَزَوَّجَ بَعْدَ ذلِكَ بِبَثْشَبَعَ، فَإِنَّ «مَا فَعَلَهُ . . . سَاءَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ». (٢ صم ١١:٢٧) فَكَيْفَ عَالَجَ يَهْوَهُ ٱلْمَسْأَلَةَ؟ بِمَا أَنَّهُ إِلهٌ غَفُورٌ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِيَّهُ نَاثَانَ كَيْ يَجِدَ عَلَى مَا يَبْدُو أَسَاسًا لِيُعْرِبَ لَهُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ. أَفَلَا تَرَى فِي مَوْقِفِهِ هذَا أَمْرًا مُشَجِّعًا؟ فَهُوَ لَمْ يُجْبِرْ دَاوُدَ أَنْ يَعْتَرِفَ بِخَطِيَّتِهِ، بَلْ طَلَبَ مِنْ نَاثَانَ أَنْ يُخْبِرَهُ قِصَّةً تُظْهِرُ لَهُ فَدَاحَةَ فَعْلَتِهِ. (اِقْرَأْ ٢ صموئيل ١٢:١-٤.) وَكَمْ كَانَ أُسْلُوبُهُ هذَا فَعَّالًا لِٱكْتِشَافِ حَقِيقَةِ مَشَاعِرِ دَاوُدَ!
٧ كَيْفَ تَجَاوَبَ دَاوُدُ بَعْدَمَا سَمِعَ رِوَايَةَ نَاثَانَ؟
٧ حَرَّكَتْ رِوَايَةُ نَاثَانَ إِحْسَاسَ ٱلْمَلِكِ بِٱلْعَدْلِ. فَقَدِ ٱسْتَاءَ جِدًّا مِنْ مَوْقِفِ ٱلرَّجُلِ ٱلْغَنِيِّ وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ، إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلْفَاعِلَ ذٰلِكَ يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ». كَمَا أَكَّدَ أَنَّهُ يَنْبَغِي ٱلتَّعْوِيضُ عَلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْمَظْلُومِ. وَمَا كَادَ يُكْمِلُ حَدِيثَهُ حَتَّى أَجَابَهُ نَاثَانُ: «أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!». فَنَزَلَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَلَيْهِ نُزُولَ ٱلصَّاعِقَةِ. أَيْضًا، أَخْبَرَهُ ٱلنَّبِيُّ أَنَّهُ سَيُعَانِي عَاقِبَةَ أَفْعَالِهِ. فَٱلسَّيْفُ لَنْ يُفَارِقَ بَيْتَهُ، وَٱلْبَلِيَّةُ سَتُصِيبُ عَائِلَتَهُ، وَٱلْعَارُ سَيَلْحَقُ بِهِ عَلَانِيَةً. وَإِذْ أَدْرَكَ دَاوُدُ خُطُورَةَ مَا ٱقْتَرَفَهُ، ٱعْتَرَفَ بِنَدَمٍ شَدِيدٍ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى يَهْوَهَ». — ٢ صم ١٢:٥-١٤.
يَهْوَهُ يَغْفِرُ لِدَاوُدَ
٨، ٩ كَيْفَ يَكْشِفُ ٱلْمَزْمُور ٥١ مَشَاعِرَ دَاوُدَ تِجَاهَ خَطَايَاهُ، وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا عَنْ يَهْوَهَ؟
٨ إِثْرَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، نَظَمَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ تَرْنِيمَةً ضَمَّنَهَا إِحْسَاسَهُ ٱلشَّدِيدَ بِٱلنَّدَمِ. فَفِي ٱلْمَزْمُور ٥١، نَجِدُ ٱلْتِمَاسَاتِهِ ٱلْمُؤَثِّرَةَ ٱلَّتِي تُبَيِّنُ أَنَّهُ لَمْ يَعْتَرِفْ بِخَطَايَاهُ فَحَسْبُ، بَلْ تَابَ أَيْضًا تَوْبَةً صَادِقَةً. وَإِذْ كَانَتْ عَلَاقَتُهُ بِٱللهِ هَمَّهُ ٱلْأَوَّلَ، ٱعْتَرَفَ لِيَهْوَهَ: «إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ». ثُمَّ نَاشَدَهُ قَائِلًا: «قَلْبًا نَقِيًّا ٱخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا ثَابِتًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي . . . رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلَاصِكَ، وَمُدَّنِي بِرُوحٍ رَاغِبَةٍ». (مز ٥١:١-٤، ٧-١٢) فَهَلْ تَعْتَرِفُ أَنْتَ أَيْضًا لِيَهْوَهَ بِأَخْطَائِكَ بِكُلِّ صِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ؟
٩ لَمْ يَحْمِ يَهْوَهُ دَاوُدَ مِنَ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِأَفْعَالِهِ، بَلْ بَقِيَتْ تُرَافِقُهُ بَاقِيَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. وَلكِنْ مزمور ٣٢:٥؛ مز ٥١:١٧) فَٱللهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُدْرِكُ حَقِيقَةَ ٱلدَّوَافِعِ وَٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي تُوقِعُ ٱلْمَرْءَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ. لِذلِكَ، عِوَضَ أَنْ يَدَعَ قُضَاةً بَشَرًا يَحْكُمُونَ بِٱلْمَوْتِ عَلَى دَاوُدَ وَبَثْشَبَعَ بِمُقْتَضَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، ٱخْتَارَ أَنْ يُعَالِجَ ٱلْقَضِيَّةَ هُوَ بِنَفْسِهِ مُعْرِبًا لَهُمَا عَنْ رَحْمَتِهِ. (لا ٢٠:١٠) حَتَّى إِنَّ ٱللهَ ٱخْتَارَ ٱبْنَهُمَا سُلَيْمَانَ لِيَخْلُفَ أَبَاهُ فِي ٱلْمُلْكِ عَلَى إِسْرَائِيلَ. — ١ اخ ٢٢:٩، ١٠.
لِأَنَّ دَاوُدَ ٱمْتَلَكَ ‹قَلْبًا مُنْكَسِرًا وَمُنْسَحِقًا›، أَيْ أَعْرَبَ عَنْ مَوْقِفٍ تَائِبٍ، غَفَرَ لَهُ يَهْوَهُ خَطَايَاهُ. (اِقْرَأْ١٠ (أ) أَيُّ سَبَبٍ آخَرَ رُبَّمَا جَعَلَ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لِدَاوُدَ؟ (ب) مَا ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَهُ لِنَنَالَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟
١٠ لَعَلَّ ٱلسَّبَبَ ٱلْآخَرَ لِنَيْلِ دَاوُدَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ هُوَ إِعْرَابُهُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِشَاوُلَ. (١ صم ٢٤:٤-٧) فَيَهْوَهُ يُعَامِلُنَا كَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ. قَالَ يَسُوعُ: «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا. فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ». (مت ٧:١، ٢) فَكَمْ نَطْمَئِنُّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِنَا، حَتَّى ٱلْخَطِيرَةِ مِنْهَا كَٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ! لكِنَّهُ يَفْعَلُ ذلِكَ شَرْطَ أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ، نَعْتَرِفَ لَهُ بِخَطَايَانَا، وَنُغَيِّرَ مَوْقِفَنَا بِتَبَنِّي نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلذُّنُوبِ ٱلَّتِي نَقْتَرِفُهَا. وَحِينَ نَتُوبُ تَوْبَةً أَصِيلَةً، يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ ‹أَوْقَاتَ ٱنْتِعَاشٍ›، بِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ. — اِقْرَأْ اعمال ٣:١٩.
مَنَسَّى يَقْتَرِفُ خَطَايَا جَسِيمَةً وَيَتُوبُ
١١ كَيْفَ فَعَلَ مَنَسَّى مَا هُوَ شَرٌّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟
١١ تَأَمَّلْ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مَذْكُورَةٍ فِي صَفَحَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَتَجَلَّى مِنْ خِلَالِهَا مَدَى ٱسْتِعْدَادِ يَهْوَهَ لِيَصْفَحَ عَنْ خَطَايَانَا. فَبَعْدَ حَوَالَيْ ٣٦٠ سَنَةً مِنْ بِدَايَةِ حُكْمِ دَاوُدَ، نُصِّبَ مَنَسَّى مَلِكًا عَلَى يَهُوذَا وَحَكَمَ مُدَّةَ ٥٥ سَنَةً. وَقَدِ ٱرْتَكَبَ مَكَارِهَ كَثِيرَةً أَدَانَهُ عَلَيْهَا يَهْوَهُ. مَثَلًا، أَقَامَ مَذَابِحَ لِلْبَعْلِ، عَبَدَ «كُلَّ جُنْدِ ٱلسَّمٰوَاتِ»، أَمَرَّ بَنِيهِ بِٱلنَّارِ، وَرَوَّجَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ. نَعَمْ، لَقَدْ «أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ لِإِغَاظَتِهِ». — ٢ اخ ٣٣:١-٦.
١٢ كَيْفَ رَجَعَ مَنَسَّى إِلَى يَهْوَهَ؟
١٢ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، أُخِذَ مَنَسَّى أَسِيرًا إِلَى بَابِلَ حَيْثُ زُجَّ فِي ٱلسِّجْنِ. وَلَعَلَّهُ تَذَكَّرَ هُنَاكَ تث ٤:٣٠) فَعَمِلَ مَنَسَّى بِهذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ وَرَجَعَ إِلَى يَهْوَهَ. كَيْفَ؟ لَقَدْ «تَوَاضَعَ جِدًّا» وَ «صَلَّى» إِلَى ٱللهِ بِحَرَارَةٍ. (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢١.) (٢ اخ ٣٣:١٢، ١٣) نَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَا هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا مَنَسَّى فِي صَلَاتِهِ. فَلَرُبَّمَا ٱسْتَخْدَمَ تَعَابِيرَ تُشْبِهُ تَعَابِيرَ دَاوُدَ فِي ٱلْمَزْمُور ٥١. إِلَّا أَنَّ مَا نَعْرِفُهُ يَقِينًا هُوَ أَنَّ قَلْبَهُ تَغَيَّرَ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا.
كَلِمَاتِ مُوسَى إِلَى إِسْرَائِيلَ: «إِذَا ضَاقَ بِكَ ٱلْأَمْرُ وَأَصَابَتْكَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ، فَعِنْدَئِذٍ يَجِبُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى يَهْوَهَ إِلٰهِكَ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ». (١٣ لِمَاذَا غَفَرَ يَهْوَهُ لِمَنَسَّى؟
١٣ وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ لِصَلَوَاتِ مَنَسَّى؟ نَعَمْ، فَقَدْ «سَمِعَ ٱلْتِمَاسَهُ ٱلرِّضَى». فَعَلَى غِرَارِ دَاوُدَ، ٱعْتَرَفَ مَنَسَّى بِجَسَامَةِ خَطَايَاهُ وَتَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً. لِذَا غَفَرَ لَهُ ٱللهُ وَرَدَّهُ إِلَى مُلْكِهِ فِي أُورُشَلِيمَ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، «عَرَفَ مَنَسَّى أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱللهُ». (٢ اخ ٣٣:١٣) فَكَمْ مِنَ ٱلْمُعَزِّي أَنْ نَرَى دَلِيلًا إِضَافِيًّا عَلَى أَنَّ إِلهَنَا ٱلرَّحِيمَ يُسَامِحُ ٱلَّذِينَ يَتُوبُونَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ!
هَلْ غُفْرَانُ يَهْوَهَ لَا حُدُودَ لَهُ؟
١٤ مَا ٱلَّذِي يَدْفَعُ يَهْوَهَ أَنْ يَصْفَحَ عَنْ ذُنُوبِنَا؟
١٤ قَلِيلُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْتِمَاسِ غُفْرَانِهِ لِخَطَايَا فَادِحَةٍ كَٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا دَاوُدُ وَمَنَسَّى. لكِنَّ نَيْلَهُمَا غُفْرَانَ يَهْوَهَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَصْفَحَ عَنْ ذُنُوبِنَا، حَتَّى ٱلْخَطِيرَةِ مِنْهَا، إِذَا أَعْرَبْنَا عَنْ تَوْبَةٍ أَصِيلَةٍ.
١٥ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ غُفْرَانَ يَهْوَهَ لَيْسَ بِلَا حُدُودٍ؟
١٥ وَهَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ غُفْرَانَ يَهْوَهَ لَا حُدُودَ لَهُ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! بُغْيَةَ إِيضَاحِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ، لِنُقَارِنْ مَوْقِفَ دَاوُدَ وَمَنَسَّى بِمَوْقِفِ ٱلتَّمَرُّدِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ ٱلشَّعْبُ فِي مَمْلَكَتَيْ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. نحميا ٩:٣٠.) حَتَّى بَعْدَ أَنْ عَادَ ٱلْمَسْبِيُّونَ ٱلْيَهُودُ مِنْ بَابِلَ إِلَى مَوْطِنِهِمِ، ٱسْتَمَرُّوا فِي تَجَاهُلِ شَرِيعَةِ إِلهِهِمْ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ يَهْوَهُ تَكْرَارًا تَحْذِيرَاتٍ بِوَاسِطَةِ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ، كَٱلْكَاهِنِ عَزْرَا وَٱلنَّبِيِّ مَلَاخِي. وَمَا كَانُوا يَفْرَحُونَ إِلَّا حِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ وَصَايَاهُ. — نح ١٢:٤٣-٤٧.
فَقَدْ تَجَاوَبَ دَاوُدُ مَعَ نَاثَانَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ يَهْوَهُ إِلَيْهِ لِيُعْطِيَهُ فُرْصَةً كَيْ يُغَيِّرَ مَوْقِفَهُ. وَتَابَ مَنَسَّى تَوْبَةً صَادِقَةً حِينَ ضَاقَ بِهِ ٱلْأَمْرُ. أَمَّا شَعْبُ مَمْلَكَتَيْ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا فَغَالِبًا مَا أَعْرَبُوا عَنْ مَوْقِفٍ غَيْرِ تَائِبٍ. لِذلِكَ لَمْ يُسَامِحْهُمْ يَهْوَهُ، بَلْ أَرْسَلَ أَنْبِيَاءَهُ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً لِيُعْلِنُوا عَدَمَ رِضَاهُ عَنْ مَسْلَكِهِمِ ٱلْمُتَمَرِّدِ. (اِقْرَأْ١٦ (أ) مَا هِيَ نَتِيجَةُ مَوْقِفِ عَدَمِ ٱلتَّوْبَةِ ٱلَّذِي أَعْرَبَتْ عَنْهُ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) أَيَّةُ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٌ أَمَامَ ٱلْأَفْرَادِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ؟
١٦ عِنْدَمَا أَتَى يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، تَحَدَّثَ عَنْ أُورُشَلِيمَ بِكَلِمَاتٍ تَعْكِسُ مَشَاعِرَ أَبِيهِ، قَائِلًا: «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا! وَلَمْ تُرِيدُوا». لِذَا أَعْلَنَ: «هَا هُوَ بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ». (مت ٢٣:٣٧، ٣٨) وَهكَذَا، حَلَّتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ مَحَلَّ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ وَغَيْرِ ٱلتَّائِبَةِ. (مت ٢١:٤٣؛ غل ٦:١٦) وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْأَفْرَادِ فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ؟ إِنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَرْحَمَهُمْ وَيَغْفِرَ لَهُمْ شَرْطَ أَنْ يُمَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِهِ وَبِذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّتِي أَبْطَلَتِ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَيَوَانِيَّةَ. (١ يو ٤:٩، ١٠) وَسَيَمْنَحُ ٱلْفُرْصَةَ عَيْنَهَا لِلَّذِينَ مَاتُوا دُونَ أَنْ يَتُوبُوا عَنْ خَطَايَاهُمْ عِنْدَمَا يُقَامُونَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — يو ٥:٢٨، ٢٩؛ اع ٢٤:١٥.
كَيْفَ نَنَالُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ؟
١٧، ١٨ كَيْفَ نَحْظَى بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟
١٧ بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَامِحَنَا، فَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَحْظَى بِغُفْرَانِهِ؟ يَلْزَمُ أَنْ نَحْذُوَ حَذْوَ دَاوُدَ وَمَنَسَّى. فَيَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِخَطَايَانَا، نَتُوبَ عَنْهَا، نَلْتَمِسَ بِحَرَارَةٍ مَغْفِرَةَ يَهْوَهَ، وَنُنَاشِدَهُ أَنْ يَخْلُقَ فِينَا قَلْبًا نَقِيًّا. (مز ٥١:١٠) وَفِي حَالِ ٱرْتَكَبْنَا خَطَأً خَطِيرًا، يَنْبَغِي أَنْ نَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ. (يع ٥:١٤، ١٥) وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ظَرْفُنَا، فَمِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ وَلَا يَزَالُ ‹إِلٰهًا رَحِيمًا وَحَنَّانًا، بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرَ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْحَقِّ، يَحْفَظُ ٱللُّطْفَ ٱلْحُبِّيَّ لِأُلُوفٍ، يَعْفُو عَنِ ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّعَدِّي وَٱلْخَطِيَّةِ›. — خر ٣٤:٦، ٧.
١٨ فِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، قَالَ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ إِنَّ خَطَايَاهُمْ هِيَ «كَٱلْقِرْمِزِ»، وَوَعَدَهُمْ بِأَنْ يَجْعَلَهَا «كَٱلثَّلْجِ»، أَيْ أَنْ يَمْحُوَهَا كَامِلًا، إِنْ تَابُوا عَنْهَا. (اِقْرَأْ اشعيا ١:١٨.) وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْظَى بِعَفْوٍ تَامٍّ لِخَطَايَانَا إِذَا تُبْنَا عَنْهَا تَوْبَةً صَادِقَةً.
١٩ مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ وَلكِنْ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِلهِنَا ٱلْغَفُورِ يَهْوَهَ؟ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَامِحَ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا إِلَيْنَا أَوِ ٱلَّذِينَ ٱقْتَرَفُوا خَطَايَا خَطِيرَةً وَلكِنَّهُمْ تَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً؟ سَتُسَاعِدُنَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ أَنْ نَتَفَحَّصَ مَشَاعِرَنَا بُغْيَةَ ٱلِٱقْتِدَاءِ أَكْثَرَ بِأَبِينَا يَهْوَهَ ٱلَّذِي هُوَ «صَالِحٌ وَغَفُورٌ». — مز ٨٦:٥.